لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

ليث شبيلات: لهذه الاسباب لن اشارك في دورة المؤتمر القومي العربي القادم



تلفزيون الفجر الجديد – وجه المهندس ليث شبيلات عضو المؤتمر القومي العربي رسالة إلى أعضاء المؤتمر  يعتذر فيها عن المشاركة في المؤتمر القادم مبينا أسبابه لذلك، ويقدم "تلفزيون الفجر الجديد" نص الرسالة كاملا:

إلى : أعزائي وزملائي أعضاء المؤتمر القومي العربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
لهذه الاسباب لن اشارك في دورة المؤتمر القومي العربي القادم

حتى لا نعدم الفائدة وجب على من يغار على مؤسسة رافقها منذ مؤتمرها الثاني حتى اليوم أن يتكلم ولو بحرقة عن سلبيات عديدة  كان دائما يحذر منها علناً سببت جنوحا عن الأهداف النبيلة  والثوابت الراسخة التي وضعناها منذ أول التسعينيات. وعذرا إن شاب الحديث بعض الشدة إذ الغرض البحث عن كيفية بدء انحرافات الخطة المرسومة لمؤسسة  عريقة لم ترتفع الهمم لإنقاذها من الحال المزري الذي وصلت إليه . فهنالك تناقض شبه كامل بين حالها اليوم وبين ما هو معلن من الثوابت والمبادئ المتفق عليها كمنطلقات وأهداف.
هنالك صنفان مؤهلان لدخول مؤتمرنا. الأول مفكرون ذوو ثقل في الوطن العربي وفي المجتمع الإنساني تكاد مبادؤهم وطروحاتهم تكون مناراً للصادقين في حب الأمة ومصالحها ، وهؤلاء كالنجوم يسترشد بهم ما داموا في المدار المحدد لهم في المنظومة الفلكية. ويفقدون نجوميتهم وقدوتهم إذ ا باتوا يرصدون في أكثر من فلك!!!! وهؤلاء يفترض أن لا تغيرهم أنواء الأنظمة ومواقفها المختلفة فلا يحيدون عن مبادئهم التي لا يجاملون فيها أقرب الناس إليهم.
والصنف الآخر ملتزم بفكر الهداة المذكورين ويتبناه وإن كان لا يستطيع تطويره وهو يكتسب حقه في حضور المؤتمر من مواقفه التي لا تلين دفاعا عن ثوابته التي هي ثوابتنا  جميعا متعرضا بالنقد الجاد الجريء لسلطات القمع إذا حرفت الأمة  في غير الاتجاه . وبالضرورة فإن كل من يؤمن بالثوابت لكنه يسكت عن إعلانها في وجه طغاة ساحته أولا وطغاة العالم العربي ثانيا ولا يواجههم بالنقد الصريح ومواجهة سياساتهم لا يحق له أن يجلس في هذا المؤتمر لأن وجوده يهبط  بمستوى المؤتمر وتأثيره في الأمة.  وهو إنما يحضر لكي تلمعه عضوية المؤتمر وتعطيه براءة صحة عروبته بدلا من أن يكون هو إحدى رافعات المؤتمر الذي تشرق مبادؤه بنضالات أعضائه فتتسبب بالتقدير والاحترام لمؤتمر أعضاؤه يفعلون ما يقولون.
لقد اكتشفنا وحذرنا مبكراً من أن كثيرين من الأعضاء  غائبون عن نضالات ساحاتهم  لكنهم حاضرون في المؤتمر بدلا من أن تدفعهم قلة الإنجازات للاستقالة. وكأن حضورهم هو فقط  لتحصيل صك براءةلعروبتهم . ثم إذا بنا نكتشف أن مرجعية سايكس بيكو تفرض حالها وتفرض الكوتات الجهوية نفسها على عضوية الأمانة العامة إذ يغضب البعض لقلة تمثيل قطرهم وما إلى ذلك من مواقف محزنة تدمي قلب أي صادق.
وبعد ذلك تم إنشاء  المؤتمر القومي الإسلامي من أجل توحيد جهود القوميين والإسلاميين  في الثوابت الوطنية التي لا يختلف عليها اثنان وتشكيل الكتلة التاريخية التي بها تنهض الأمة. وطوال الوقت تبين عدم صدق الطرفين في العلاقة (طبعاً إلا ما رحم ربي من أفراد أفاضل) إذ يمجدون في اللقاءات تفاهماتهم لكنهم يتكلمون بالتمايز وقلة الثقة في خلواتهم.
وكم نبهنا إلى انفصام الشخصية هذا إذ كنا نقول أننا سنعود إلى بلادنا بعد المؤتمر وستحدث إنتخابات نقابية أو سياسية أو عمالية أو جتماعية  أو خيرية  وسنرى أن الطرفين سيتكتلان ضد بعضهما البعض وسيحشدان  الحشود مستعملين كل أدبيات التفرقة والشحناء. كل هذا كان يحدث سنوياً ونحن نكذب على أنفسنا زاعمين أننا في تقدم.
ثم حدثت القواصم : ثورة شعبية عربية تشعبت إلى ثورات تبحث عن قيادات سياسية تقدم لها حملة الأمراض الذين ذكرنا فعاثوا فيها فسادا ونقلوا الفرقة إلى الصفوف الشعبية بدلا من ابقاء الفرز فرزا بين قوى الكتلة التاريخية والظلمة الخونة الفاسدين. وكانت قمة السوء والفضائح الظاهرة للعميان  ظهور الشمس والتي يتستر عليها الدوس على الثوابت التي جمعتنا والتي يعتبر الخروج عنها اعتداء على الوطنية ذاتها. الاستعانة بالأجانب الغربيين والإقليميين  وبطغاة العرب ومليارات عناوين فساد الأمة  من قبل طرف  والاستعانة بالأجانب من الإقليم والعالم بالنسبة للطرف الآخر إضافة إلى جريمة الدوس على الثابت الآخر الذي جمعنا ألا وهو عدم الاستعانة بالعسكر. إذ تمت الاستعانة بالعسكر في انقلاب مجرم  لا ينكره إلا متخلف ،  انقلاب دموي عهر كل شيء في بلده وعلى رأسها القضاء وأفرج عن كل عناوين الفساد وحكم بالإعدام على زملاء في الثورة أخطأوا ولكنهم لم يرتكبوا خطيئات مؤيدي الانقلاب وممجدي قراقوشية قضائه  وخانقي غزة والساكتين عن صهينة النظام.
إن مؤتمرا ينعقد بشخصيات لا تقر بهذه الخطيئات التي تصل إلى حد الجرائم  الخلقية ولا تقدم اعتذارها (على سوء التقدير على الأقل ) لهو مؤتمر منقلب على نفسه لن يخرج منه أي خير يرتجى. فمع أن كاتب هذه السطور ًمثلا لا يقبل أبدا أن يكون ثمن اسقاط النظام في سورية  إسقاطا للدولة  ولا يرضى أن يكون الاسقاط  جزء من تآمر أجنبي وأموال عربية يفوح فسادها الأبدي إما على يد أجانب أو على يد من يرضون بتحريك الأجانب لهم. إلا أنه لا يسمح لنفسه أن يرفع من شأن ذلك  النظام إلى أمجاد المعصومية خصوصاً وأن "العصمة القومية" لم تمنعه من مشاركة جيشه العربي في حفر الباطن مع الغزاة الأمريكيين ؟؟؟ والعجب كل العجب كيف يضهد مؤتمرنا أعضاءه  السوريين المعارضين سلميا للنظام والمستندين إلى ثوابتنا المتفق عليها ولا يجمع على دعمهم  مع أنهم لم يطرحوا أبدا إسقاط الدولة وتغيير علمها الخ..
ويكذب من يقول أن سبب الجفاء والخلاف بين القوميين والإسلاميين سببه المعتقد. إذ لو صدق كل واحد منهما في معتقده لوجد أن طريق الكتلة التاريخية لا طريق يوحد الطاقات غيره. لكن السبب الرئيسي هو سقوط أخلاقي عند الكثيرين من الطرفين (إلا مارحم ربي)  فحللوا الحرمات نكاية ببعضهم البعض . (فعجب مثلاً أن يقول لي عبد الباري عطوان وهو ليس ذو مرجعية  دينية قد تجلب له عندكم الطعن مثلي بعد شهر أو شهرين من 3 يوليو 2013  : عجيب أمر مؤتمرنا القومي يا أبا فرحان ليس هناك غيري وغيرك وعدد شحيح يرون أن ما حدث هو إنقلاب مكتمل شرير سيكون له ما وراءه من مصائب) . الأسئلة التي تصيب المحرمات هي:كيف يقبل إسلامي على نفسه أن يستعين بالمستعمر الفرنسي والأنكلو أمريكي في "نضالاته الإصلاحية" ثم كيف يقبل قومي أن يمجد العسكر ذوي البطش والفساد مسلما إياهم  مصير ومقدرات مصر العظيمة ويسكت عن مذابح وعن عشرات الآلاف من الاعتقالات  وأحكام بالإعدام بالجملة على تهم  تافهة هي أوهى من بيت العنكبوت وعن الإفراج عن رموزالفساد في النظام القديم  جميعا. والأهم من ذلك كله على  الإطلاق أن يحاصر الفلسطينييون في غزة بأشرس حصار من قبل من يمجدهم قوميونا ولا يرون فيهم عوارا ؟ وأن تصبح العلاقة مع تنظيم جهادي كحماس تهمة تجلب الإعدام لرئيس دولة منتخب ولا يستفز ذلك قوميون ؟ بئس نموذج الفكر القومي هكذا نموذج كما بئس نموذج الفكر الديني فكر لا يمانع من أن يرضع  من حليب الأجانب.
الإصلاح يبدأ فينا معشر الإصلاحيين قوميين واسلاميين ويساريين ففاقد الشيء لا يعطيه. إنهما ثابتان واضحان وضوح الشمس لم نستطع احترامهما : عدم الاستعانة بالأجنبي وعدم الاستعانة بالعسكري !.
وأحيي بهذه المناسبة كل صوت ارتفع مطالبا بإصلاح المؤتمر هذا وشقيقه القومي الإسلامي وأؤيد ما كتبه الأخوان منذر الأعظمي وصباح المختار والذي يصب في نفس خانة ما حاولت أن أختصره بهذه الرسالة.

والسلام مع المودة وصدق الدعاء

الرابط المختصر: