لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

“انتميت للريال” .. كيف وافق بيرلو على الانضمام لمدريد



مقتطفات مهمة من السيرة الذاتية للنجم الإيطالي بيرلو "أنا أفكر إذاً أنا ألعب" وتوضيح كيف كان قريبًا من التوقيع للميرنجي بعد الفوز بمونديال 2006 …
قبل اللقاء المنتظر يوم الأربعاء ونهائي كأس ملك إسبانيا بين ريال مدريد وبرشلونة، نظرة عن قرب عن الصفقة التي كانت قريبة للغاية من الاكتمال في 2006 بحصول الريال على توقيع نجم أبطال العالم لاعب الوسط الأسطوري "أندريا بيرلو" وهذا من خلال السيرة الذاتية للنجم الإيطالي "أنا أفكر إذًا أنا ألعب" التي تم إصدارها في وقتٍ سابق …

كتابة | فاروق عصام

إنه صيف عام 2006، وقد كنا ربحنا للتو كأس العالم وقد كنت مخمورًا تمامًا في تلك الفترة، ذهبت للتنزه على دراجتي في شوارع "فورتي دي مارمي" وكنت أستمتع بمواجهة الساحل والناس من خلفي تمدحني بكلماتها.

إنهم بالتأكيد كانوا يعتقدون أن الانتصار على فرنسا في النهائي قد أذهب عقلي، ولكن ربما كان هناك شيئا لا يعرفونه، لقد كان يفوتهم جزءً كبيرًا من القصة أن الموقف الآن تغير، أنا أنتمي لريال مدريد وليس ميلان، لقد كنت لاعبًا لمدريد في عقلي قلبي وروحي، لقد كان لدي عقد بخمسة مواسم وراتب فلكي خارج نطاق هذا العالم.

ويبدو أن الأشخاص الراسخون في ميلان قد وضعوا أنفسهم في ورطة وقتها حيث القصة التي كانت تشغل الجميع "الكالتشيو بولي" والتي كانت ثاني موضوع يتحدث عنه الجميع بالتزامن مع لحظات ركلات الجزاء وتتويج إيطاليا في الأراضي الألمانية.

وقتها كنت تجدهم يتحدثون عن هبوطنا للدرجة الأدنى، وعقوبة خصم نقاط تصل لخمسة عشر نقطة، بجانب حذف بعض الألقاب من سجلنا، وقتها بدأت أشك أن "مارك ديفيد تشابمان" هو من قتل "جون لينون" وأنه كان أحد مخرجي الميلان.

الأمر كله كان فوضوي، لا احد على علم بما سيؤول إليه مصير ميلان، وكان هناك شيئا واحدًا أنا متيقن منه وهو "أنني لن أسقط أبدًا للسيري بي، وإذا اضطررت للرحيل فلن أشعر أنني خائن، لم يكن هناك أي فرصة أن أدفع ثمن خطأ أحدهم".

مدرب ريال مدريد في هذا الوقت "فابيو كابيلو" هاتفني، وبعد ذلك "فرانكو بالديني" مدير الكرة بالنادي الجميع كان يريد التحدث معي، كان لدي كلمة مع وكيل أعمالي "تولليو تينتي" بأن يستكشف ما هو رد فعل ميلان حيال هذا الأمر.

بعدها بقليل .. كنت في طريقي إلى الميلانيلو من أجل التحضير لدوري الأبطال حيث كنا في التصفيات التأهيلية ضد النجم الأحمر، وقد أخبرني وكيلي "من الأفضل أن تؤجل عودتك، دعني أتحدث مع الريال، وإذا ما كنت بالفعل تريد تغيير المشهد في فورتي دي مارمي عد إلى منزلك في بريشيا وأبقي هاتفك متاحًا وسوف تحصل على اتصال عما قريب".

وبعدها ليس بوقت قريب رن هاتفي "أهلا بيرلو معك فابيو كابيلو" أحد أنجح المدربين في تاريخ اللعبة.

"أهلاً بك .. كيف حالك أيها المدرب"

"أنا بأفضل حال، وأنا أتوقع أنك حتى أفضل، هيا تعالى وانضم لنا، لقد وقعنا للتو مع إيمرسون من يوفنتوس وأنت ستكون من سيلعب بجواره في وسط الملعب".

"حسنًا إذاً".

لم يحتج الكثير من الوقت للحديث معي وإقناعي، المكالمة لم تستمر لأكثر من دقيقة بل أقل من ذلك، وهذا لأنني كنت قد اطلعت على العقد المقدم ووكيلي قام بدراسته جيدًا وبعد ذلك ذهب إلى مدريد.

"أندريا، نحن جاهزون"

"أنا حقًا سعيد بهذا الأمر .. تولليو".

لقد كنت أصلي وبعدها قمت بتصوير نفسي بهذا القميص الأبيض، كنت متوترًا في ذات الوقت وكان هناك الكثير من الطهارة في عقلي، تخيلاتي كانت هناك في السانتياجو بيرنابيو .. المتحف .. والأرضية التي دبت الرعب في قلوب الخصوم، كشعور العبيد قبل التعرض للضرب في ولائم الملك.

"ماذا سنفعل بعد ذلك .. تولليو".

"دعنا نخرج للعشاء بعد أيام قليلة".

"أين؟ ميسون تكسيستو في دي أنخيل كارباخو بلازا؟".

"لا أندريا ليس في مدريد بل ميلانيللو".

"ماذا تعني بميلانيللو؟ هل أنت غبي؟!".

"لا أنت سمعت جيدًا .. ميلانيللو .. فلم نحصل على موافقة جالياني بعد".

قائمة الطعام هناك كانت دائمًا كما هي، كنت أعرف ما أريد "أنتيباستو" مع "ستارتر" والمحتويات المعتادة بجانب الأيس كريم الأسطوري بالكثير من المقرمشات على سطحه.

لقد تقابلنا في حجرة كانت تستخدم عند تناول اللاعبين للوجبات، في منتصف الطريق بين المطابخ والصالات حيث سخونة بيرلسكوني المعتادة وهو يعزف على البيانو ويلقي أنواع مختلفة من النكات.

تولليو تحدث أولا .. "أندريا سوف يوقع وينضم إلى الريال""..

ثم أنا تحدثت قائلا .. "نعم .. هذا سيحدث".

وبعدها تدخل جالياني وبدأ باستقامة معي "أندريا .. صديقي، أنت لن تذهب إلى أي مكان".

ثم أخرج حقيبة كانت موجودة أسفل المنضدة جعلتني أضحك، لقد بدت لي وكأن "مونيكا ليوينسكي" مخبأة تحت المنضدة البيضاوية لـ"بيل كلينتون".

وكما توقعت أخرج عقًدًا من الحقيبة، السيد بيرو -جالياني- تحدث "أنت لن ترحل؛ لأنك ستوقع على هذا العقد، إنه عقد بخمسة مواسم وقد تركنا راتبك مفتوحًا لكي تكتب الراتب الذي تريده".

تولليو كاد يمزق العقد من يدي وقد تحدث قائلا "سوف أدرس هذا الأمر"…

بعدها أخذ العقد للمنزل وأخذ يدرسه بعناية ويقرأه جيدًا، وذهبت أنا إلى معكسر المنتخب الوطني في كوفيركيانو لبضعة أيام، لم أطلع على أي تطورات، أعتقدت أنه عرض منتهي وكنت أفكر في الإسبانية حلمي في إسبانيا، كان تخيلي في القيادة السريعة والسفر إلى مدريد والهبوط في مكانٍ ما هناك بين مايور بلازا وبويرتا ديل سول.

ثم بعد ذلك هاتفني وكيلي

"وقع لميلان الآن .. لن يتركوك ترحل".

"لا !!!"

"بل نعم .. "

"حسنًا"

في هذا الوقت أنت مجبر أن تخبر الصحافة بالكثير من الحماقات، حيث كانوا يسألونك السؤال الصحيح، وإذا كنت تطلب ماهو صحيح فبالتأكيد التوقيع لمدريد، ولكنك ملزم أن تجيب بشكل مبتذل، وتستخدم بعض "الكلاشيهات" التي تقرأها في سيناريو كليل رتب يُكتب بواسطة صحفي يجلس على مكتبه ولا يمتلك أي موهبة.

" لا .. هذه ليست قضيتنا، أنا سعيد للغاية في ميلان".

بيني وبين نفسي "اللعنة على كل شيء"…

كان من المؤسف أنها لم تستمر كما كانت تسير حيث التوقيع للريال بالكثير من دقات القلب والفرح، إنه النادي الأكثر سحرًا من ميلان، الأكثر طلبًا، الأكثر جاذبية، الأكثر في كل شيء، إنهم يزرعون الخوف في خصومهم المرعوبين من الأساس.

كان هذا ما حدث، وقد نلت عزائي في نهاية الموسم بحصد دوري الأبطال، لقد كانت الأمور ستصبح أسوأ إذا لم نحصد هذا المجد.

 

الرابط المختصر: