لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

أسر عقيد اسرائيلي مع ” داعش” في العراق



تلفزيون الفجر الجديد | لم يكن هذا ليحدث مطلقا، ان يكون هناك رجل عسكري اسرائيلي برتبة عقيد قد تم القبض عليه مع مقاتلين من داعش، بمعنى انه قد تم اعتقاله وسط  سرب من داعش منقبل الجيش العراقي، وخلال التحقيق معه من قبل المخابرات العراقية يبدو انه قال الكثير حول دور جيش نتنياهو في دعم داعش.
في نهاية تشرين الاول من العام الماضي، اقتبست وكالة انباء ايرانية على لسان احد ضباط المخابرات العراقية عن اعتقال ضابط اسرائيلي برتبة عقيد يدعى يوسي اولين شاحاك كان يخدم في لواء غولاني  ثم جاء ليخدم داعش في جبهة صلاح الدين، وفي تصريح لوكالة انباء فارس شبه الرسمية الايرانية قال قائد في الجيش العراقي: " ان قوات الامن  والقوات الشعبية قد اسرت عقيدا اسرائيليا شارك في عمليات مع التكفيريين، وانه اعتقل مع مجموعة من مقاتلي داعش التكفيرية وقدم معلومات وتفاصيل". وبين الضابط ان هذا الاسير يدعي يوسي اولين شاحاك ويحمل رتبة عقيد في لواء غولاني  ويحمل الرقم العسكري Re34356578765az231434.
لقد تبين من خلال جهات عراقية مختصة ان التحقيق قد جرى معه لفهم دوافع مشاركته مع داعش وما اذا كان هناك ضباط اسرائيليون أخرين يقاتلون في صفوفها، وقالت قوات الامن العراقية ان العقيد المعتقل قد ادلى باعترافات صادمة.
كثير من قاتلي داعش الذين اعتقلوا اعترفوا ان هناك كثير من عملاء الموساد وهيئات استخبارية اسرائيلية اخرى كانوا موجودين مع داعش خلال فترتها الاولى التي تم فيها الاستيلاء على الموصل في صيف 2014، لكن لم يقبض على اي رتبة كبيرة منهم. وقال خبراء سياسيون وعسكريون لفوكس نيوز ان اعتقال العقيد الاسرائيلي سيترك اثرا عميقا على الاستراتيجية الحربية العراقية بما فيها الشراكة مع حلفاء لاسرائيل.
لماذا اسرائيل؟
منذ بداية التدخل الروسي الفعال في قصف اهداف محددة لداعش في سوريا انكشفت تفاصيل الدور القذر ليس لواشنطن فقط ولكن ايضا لعضو الناتو (تركيا) ولقطر لاول مرة،  لقد تبين انه على الاقل هناك جناح في ادارة اوباما قد لعب دورا في دعم داعش لاجل اسقاط بشار الاسد وتعبيد الطريق  لنموذج الفوضى في ليبيا  والتي تجعل من مشكلة اللاجئين الوريين مجرد مزحة امامها.
هذا الجناح بما فيه ما يسمى المحافظون الجدد يتمركزون حول رئيس المخابرات المركزية السابق والمنفذ  للاندفاعة للعراق بترايوس. كما تضم الجنرال جون الين الذي عمل مبعوثا خاصا لاوباما في موضوع التحالف الدولي ضد داعش وحتى استقالتها عام 2013 كانت هيلاري كلينتون بين المجموعة.
الجنرال الين كان المدافع الدائم عن ضرورة فرض منطة الحظر الجوي في الشمال السوري وهو ما رفضه اوباما وقد اقيل من منصبه عام 2015، وذلك بعد التدخل الروسي المكثف  الذي غير الوضع بشكل كامل في سوريا والشرق الاوسط.
 
تقارير الامم المتحدة تستشهد باسرائيل
كان العمل المشترك بين نتنياهو الليكود والجيش الاسرائيلي قويا مع الجناح المحافظ الجديد من صقور الحرب في واشنطن، تماما كما كان هناك موقف متصلب من نتنياهو تجاه اتفاقية اوباما مع ايران تعتبر اسرائيل حزب الله المدعوم ايرانيا جزءا من قوس الاعداء ، فهو يقاتل الى جانب الجيش السوري ضد داعش.  كانت استراتيجية الجنرال الين في قصف داعش منذ تسلمه منصبه عام 2014 وكما قال وزير خارجية روسيا لافروف مرارا بعيدة عن تدمير داعش في سوريا والتي تمددت فيها لفترة من الوقت، الان تتضح الامور بان الامر كان مقصودا من الين نفسه  ومن صقور الحرب معه.
منذ عام 2013 على الاقل قامت اسرائيل بقصف ما تدعي انه اهداف لحزب الله  وهي بهذا كانت تدعم داعش بشكل غير مباشر، تماما كما كان يفعل الجنرال الين.
هذا الجيب في البنتاغون عمل سريا على تدريب وتمويل ما يسمى الان داعش، هذا الامر بات سجلا مفتوحا . ففي عام 2012 ورد في وثيقة للبنتاغون وصفت بانها سرية ثم تم رفع السرية عنها تحت ضغط منظمات المجتمع المدني، تفاصيل عن التحضير لبناء داعش في العراق تقول وثيقة البنتاغون: " هناك احتمال لانشاء امارة سلفية معلنة او غير معلنة  في شرق سوريا(الحسكة ودير الزور) وهذا بالضبط ما تريده القوى الداعمة لمعارضة الاسد من اجل عزل النظام السوري، والتي تعتبر العمق الاستراتيجي للتمدد الشيعي (ايران والعراق).
وقفت القوى المؤيدة للمعارضة عام 2012 بما فيها قطر ، تركيا، السعودية الولايات المتحدة ومن خلف الستار اسرائيل وراء انشاء الامارة السلفية شرق سوريا وهي الاجندة التي طرحها باتريوس والجنرال الين وآخرين في واشنطن لاجل اسقاط الاسد، وهذا وضع ادارة اوباما  في نزاع مع روسيا ، الصين وايران حول قضية  خروج الاسد من المعادلة قبل تدمير داعش وهو طلب امريكي. الان باتت اللعبة مفتوحة امام العالم الذي رأى ازدواجية واشنطن في دعم ما سماه الروس "الارهاب المعتدل" ضد الاسد. هنا اسرائيل تقع في قلب جحر الفئران الذي يدعم الارهاب في سوريا وهو ما اكدته الامم المتحدة في تقرير لها.
ما لم يذكره التقرير هو لماذا يكون لدى الجيش الاسرائيل كل هذا الاهتمام والحماس في سوريا خاصة في مرتفعات الجولان.
لماذا تريد اسرائيل ان يسقط الاسد؟
في كانون اول 2014 نشرت الجيروساليم بوست نتائج تقرير تم تجاهله بشكل كبير، رغم انه تقرير متفجر حيث يفصل مراقبة الامم المتحدة للتعاون بين الجيش الاسرائيلي وداعش. فقد كشفت قوات مراقبة الامم المتحدة في الجولان ان اسرائيل عملت بشكل منسق مع المعارضة السورية بما فيهم القاعدة والنصرة وداعش في منطقة الجولان وانها استمرت في اتصال قوي خلال 18 شهرا ، لقد قدم التقرير الى مجلس الامن. وقام الاعلام الامريكي والغربي بدفن هذا التقرير المتفجر.
بين تقرير الامم المتحدة هذا، الجيش الاسرائيلي استمر باتصال منتظم مع اعضاء في داعش  منذ ايار 2013. وقد قال الجيش الاسرائيلي ان ذلك اقتصر على المساعدات الطبية للمدنيين، لكن التقرير كشف هذا الخداع من خلال شهادات مراقبي الامم المتحدة عن وجود اتصالات مباشرة بين داعش والجيش الاسرائيلي  بما فيها تقديم خدمات طبية لمقاتلين من داعش، كما تضمن تقرير المراقبة نقل صندوقين من الجيش الاسرائيلي الى داعش لكن لم يتم التأكد من محتوياتهما، لكن تقرير الامم المتحدة بين ما سماه السوريين نقطة العبور بين اسرائيل ومناطق داعش، وهي نقطة اهتمام وضعها التقرير لاهتمام مجلس الامن.
قوات المراقبة الدولية التي انشئت في ايار 1974 من قبل مجلس الامن وفق القرار 350 بعد انتهاء حرب تشرين عام 1973. لقد انشأت هذه القوات منطقة عازلة بين اسرائيل وسوريا وفقا لاتفاق فصل القوات ، واعتبرت هذه المنطقة تحت الادارة السورية المدنية فيما لم تتواجد فيها اي قوة غير قوات المراقبة الدولية ويقدر تعداد هذه القوات بحوالي 1200 مراقب.
منذ عام 2013 والتصعيد الاسرائيلي على سوريا على طول جبهة الجولان، تحت دعوى ملاحقة حزب الله، باتت قوات مراقبة الامم المتحدة هدفا لداعش والنصرة لاول مرة منذ 1974، فقد مورس ضدها القتل والخطف والنهب لاسلحتهم وذخائرهم وعرباتهم واشياء اخرى كثيرة منها هدم المقرات ونهبها. اي ان هناك من لا يريد ان تبقى الامم المتحدة وقواتها موجودة في الجولان.
اسرائيل ونفط الجولان
في لقائه مع اوباما طلب نتنياهو مراجعة اعتبار الجولان منطقة محتلة  ويبدو ان نتنياهو حاول دون نجاح انتزاع دعم من اوباما لضم اسرائيل للجولان تحت ادعاء ان غياب الفعالية للحكومة السورية  يسمح بتفكير مختلف في قضايا استراتيجية مستقبلية.طبعا لم يكن نتنياهو امينا في خطابه حول دور الجيش الاسرائيلي في دعم داعش ومسؤوليته  في ذلك.
عندما بدأت قوات الامم المتحدة بتوثيق الاحداث في الجولان عام 2013 لم يخل تقرير لها من رصد التعاون بين داعش والجيش الاسرائيلي على طول حدود الجولان. لقد تحركت الى الجولان شركة تنقيب عن البيرول والغاز غير معروفة من نيوجيرسي اسمها جيني انيرجي مع شركة افيك الاسرائيلية للنفط والغاز بعد ان حصلت على تصريح من حكومة نتنياهو . في نفس العام  قام الجيش باعادة بناء السياج على طول حدود الجولان البالغة 45 ميلا مع تزويده بكل ادوات الانذار المبكر وكاميرات التصوير بالاشعة تحت الحمراء كما فعلت في بناء جدار الفصل في الضفة الغربية.
في تشرين اول ابلغ يوفال باتروف وهو رئيس جيولوجيي شركة جيني انيرجي القناة العبرية الثانية ان الشركة وجدت خزانا جوفيا كبيرا للنفط  في الجولان وقال: طلقد وجدنا خزانا جوفيا كبيرا للنفط بسمك 350 مترا في جنوب الجولان، ان المعدل العالمي للطبقة هو بين 20-30 مترا وهذا يساوي 10 اضعاف المعدل  ولذلك نحن نتحدث عن كميات كبيرة ". ان شركة جيني انيرجي لها مستشارون مهمون مثل ديك تشيني واللورد يعقوب روتشيلد وآخرين.
طبعا لا يوجد عاقل يمكن ان يقول ان ليس هناك احتمال لعلاقة بين الجيش الاسرائيلي والمتمردين في الجولان السوري الاعلان عن وجود النفط في جنوب الهضبة  حيث تتواجد داعش، وما طرحه نتنياهو حول اعادة التفكير في موضوع الجولان من قبل امريكا، وكان البعض يشم رائحة مؤامرة  مع ان كثيرين لا يعترفون بالمؤامرة، ولكن بالصدف،  هنا وبالتحليل يبدو ان نتنياهو قد لطخ يديه بكثير من اوساخ الوحل السوري من خلال جيشه والموساد.
عن ميدل ايست رازينغ/وليم انغدال ترجمة جبريل محمد

 

الرابط المختصر: