لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

بابون لوطن: لا عائد للبلدية من السياحة وصندوق البلديات يميز ضد المدينة والدعم الحكومي ضعيف



بيت لحم، المدينة التي بناها الكنعانيون، وحملت اسم بيت الخبز او الحنطة باللغة الآرامية،  تعاقب عليها الغزاة، واعيد بناؤها غير مرة. حظيت باهتمام الدنيا، باحتضانها ميلاد السيد المسيح، ما جعلها محجا، ليتجاوز عدد زوارها المليونين سنويا، لكن المأساة في هذه البقعة المقدسة ان هؤلاء الزوار، الاجانب طبعا، يعز تجولهم في المدينة، خارج كنيسة المهد ومحيطها، ليعودوا بحافلاتهم الى القدس،على بعد 10 كيلومتر شمالا، حيث يمكث الكثير منهم، وغالبا في فنادق اسرائيلية ويتسوقون هناك ..

وتعاني بلدية المدينة من تراكم الديون ، وفق ما كشفته رئيستها، د. فيرا بابون حيث أن الديون المتراكمة على بلدية بيت لحم تبلغ 6 مليون و624 ألف شيكل، بينما الديون التي للبلدية على المواطنين والسلطة الفلسطينية تقارب 15 مليون و760 ألف شيكل، 7 ملايين منها على السلطة الفلسطينية نتيجة تأخيرها ضريبة الأملاك ورخص المهن للبلدية.

وأوضحت بابون خلال برنامج ساعة رمل الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن ويقدمه الاعلامي نزار حبش، أن رسوم ضريبة الأملاك تجبيها دائرة ضريبة الأملاك، وتحوّلها فيما بعد إلى البلدية بعد خصم ما نسبته (10%) منها، علماً بأنّ وزارة المالية تُحوِّل المُستحقّات من خلال دفعات شهرية ولا يتم تحويل كامل المبلغ مباشرة للبلدية، الأمر الذي يؤدي الى غياب السيولة النقدية لدى البلدية، مما يؤثر على سير العمل والخدمات المقدمة للجمهور.

وحول موازنة عام 2017 ، أكدت بابون أنها تبلغ 36 مليون شيكل، بزيادة تبلغ 24 مليون شيكل عن موازنة المجلس البلدي السابق، لافتة الى ان الموازنة ستصرف على مشاريع ضخمة من ضمنها تأهيل الشوارع والبنية التحتية في المدينة.

الدعم الحكومي ضعيف

وأكدت بابون أن بيت لحم مدينة تحتاج لوضع ميزانة خاصة لها من الحكومة، التي تدعم احتفالات اعياد الميلاد المجيد بـ 80 ألف دولار سنويا  فقط وهو مبلغ قليل، خصوصا وأن بيت لحم نافذة فلسطين الى العالم ونافذة العالم الى فلسطين، ويجب دعهما بشكل أفضل كي تظهر في أبهى صورة.

بيت لحم مظلومة في صندوق إقراض البلديات

وأكدت بابون أن مدينة المهد مظلومة في صندوق اقراض البلديات، حيث قالت " الصندوق تجمع فيه كل اموال الممولين والداعمين للبلديات، وهناك معايير للدعم أهمها عمل البلديات ووضع الخطة الاستراتيجية وكيفية تطورها، بحيث تأخذ كل بلدية علامة، فعلى سبيل المثال اخذت بلدية بيت لحم b+، لكن التصنيف الثاني يعتمد على عدد المواطنين ومساحة المدينة".

واضافت بابون " مساحة بيت لحم تبلغ 7.8 كيلومتر مربع، ومواطنيها لا يتجاوزون الاربعين ألفا، لكن صندوق البلديات لا يحسب دخول قرابة 2 مليون سائح سنويا للمدينة، ويتم التغاضي عنهم لتصبح حصة المدينة لا تتعدى سنويا 416 ألف دولار، بينما البلديات المصنفة "أ" والتي تتميز بارتفاع عدد مواطنيها تحصل على 3 مليون دولار سنويا".

واشارت بابون الى أن بلدية بيت لحم بحاجة الى الحصول على ما تحصل عليه البلديات المصنفة أ+.

صرف 68 مليون شيكل

وكشفت بابون أن المجلس البلدي الحالي برئاستها صرف 68 مليون شيكل  على المشاريع منذ بداية ولايته، من ضمنها تعبيد شوارع، وتمديد خطوط كهرباء ومياه تحت الشوارع، وغيرها من المشاريع التي أحدثت تطورا لافتا في مدينة بيت لحم، وفي الوقت الحالي بدأت البلدية بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل شارع النجمة بتمويل من الحكومة الروسية، وتصل قيمته إلى (4) مليون شيكل، وسيتم إطلاق المشروع بتاريخ 11/5/2017 .

وأضافت أن أهم تحد لمدينة بيت لحم، هو الظهور كمدينة نظيفة وسياحية، لكن تحقيق ذلك صعب بمفهوم المدن السياحية كونه مرتبط بجزئيتين، أولا ثقافة المجتمع وثانيا آلية التعامل مع الحاويات على المستوى الوطني وجمع النفايات، خصوصا أن جمع النفايات في فلسطين يحتاج الى خطة وطنية لتطويره.

وبينت بابون أن بلدية بيت لحم خصصت 65 عاملا للنظافة في شوارعها يعملون على مدار الساعة سبعة أيام في الاسبوع بخلاف بقية المدن حيث يقتصر العمل على  5 أيام فقط، مؤكدة أن البلدية هي مسؤولة عن تنظيف الشوارع، أما جمع النفايات فمسؤولية مجلس الخدمات المشترك.

واوضحت أن مؤسسة تطوير بيت لحم دعمت مجلس الخدمات المشترك من خلال مشروع للبنك الاسلامي تمثل بإحضار 12 آلية جديدة لتجميع النفايات تخرج 3 دورات في اليوم، رغم تكلفتها العالية التي تصل الى أكثر من سبعة مليون شيكل سنويا.
البلدية لا تستفيد من السياحة!!

وحول الوضع السياحي في المدينة، قالت بابون إنه في مدينة بيت لحم يوجد اكثر من 35 فندقا، وفي المحافظة أكثر من 6 الاف سرير، واصفة الخدمات المقدمة في الفنادق بالجيدة.

واوضحت بابون ان التحدي الاهم امام البلدية يتمثل في كيفية ظهور المدينة بالشكل الأفضل، مشيرة الى أن موارد البلدية تحتاج للدعم  خصوصا انها لا تستفيد بتاتا من 2 مليون سائح يدخلون المدينة سنويا.

وبينت أن ترخيص المهن والحرف والصناعات للفنادق ومحلات التحف تجبيها وزارة السياحة، وبالتالي نخسره في البلدية كمصدر، وهذا يؤثر سلبا على البلدية.

وأكدت أن استفادة البلدية تقتصرعلى رسوم النفايات والرخص، مشيرة أنه في كل المدن العالمية تحصل  البلدية ضريبة على اقامة ودخول السياح فيها الا بلدية بيت لحم.

وقالت "السائح يدخل مدينة بيت لحم من الحافلة  مباشرة الى كنيسة المهد، دون ان يكون هناك برنامج ليوم واحد على الاقل للسائحين للتعرف على المدينة والاختلاط بالناس  وهذا غير موجود، مؤكدة أن هذا البرنامج من إختصاص وزارة السياحة.

نشر المخطط الهيكيلي للمدينة في غضون شهرين

وقالت بابون : إنّ أهم إنجاز لبلدية بيت لحم توسعة الحدود في بعض المناطق وتسويتها مع البلديات في مناطق أخرى، وذلك في المنطقة الشمالية – الحوض رقم (4) طبيعي، والحدود مع بلدية الدوحة، وكذلك الحدود مع بلدية بيت ساحور ومجلس قروي بريضعة وهندازة، وقد أُعلِنَت حدود بلدية بيت لحم الجديدة في جريدة الوقائع الفلسطينية في شهر حزيران 2016 .

وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية، ومنها المخطط الهيكلي للمدينة، قالت بابون ان البلدية قامت بارسال المخطط الهيكي الجديد لمديرية الحكم المحلي ولجنة التنظيم العليا، وسيتم الاعلان عنه رسميا خلال شهرين".

وقالت بابون إن " المجلس البلدي عمل على مدار عامين لانجاز المخطط، وأعلنا عنه للمواطنين حتى يعترضوا عليه، واستلمنا 350 اعتراضا على مدار 8 شهور، وقمنا بالاستجابة لتلك الاعتراضات وتعديل المخطط.

وفي السياق ذاته، أكدت بابون أن البلدية على مشارف استلام محطة الباصات المركزية، والتي ستعتبر موردا جيدا للبلدية، داعية أن يكون التسليم بشكل مهني وسلس من الشركة المسؤولة عن المحطة، بالموعد المتفق عليه والمتثمل ب 2-5-2017.

وأضافت أنه منذ توليها رئاسة البلدية عملت على اقامة مركز خدمات للجمهور وتغيير البرنامج المالي والإلكتروني للبلدية، ممل سهل على المواطن فيما يتعلق بدفع الضرائب ووضّح أسماء المكلفين وسهل امكانية تتبعهم.

وقالت بابون إن مدينة بيت لحم ضيقة جدا وتعاني من اكتظاظ يومي في السير لذلك نعمل الآن على خطة مرورية ممولة من بلدية باريس، لدراسة ربط المرور ما بين المدينة داخليا والمدن المجاورة، حيث وصلت تكلفة الدراسة الى 200 الف دولار وذلك للتخلص من مشكلة الأزمة الخانقة.

إمرأة في رئاسة البلدية

وحول قضية تولي إمرأة منصب رئاسة البلدية قالت بابون " ليس كل مجتمع يتقبل وجود إمرأة على رأس بلدية، متسائلة: هل هو عدم الثقة بقدرة المرأة على القيادة أم عدم الإيمان بصوت المرأة؟".

وأضافت أن "مشكلة بعض المجالس بمن يدير الجلسة، وهناك من يثق وهناك من لا يثق بالمرأة، وهناك من لا يحتمل رؤية إمرأة تقود بلدية".

وكشفت بابون ما حدث معها في آخر جلسة للمجلس البلدي حيث قالت : أهم التجارب التي صدمتني بالمطلق، آخر الجلسات حيث قام أحد الأعضاء برميي بقنية ماء، كان جالسا في آخر الطاولة وأنا في أولها، متسائلة : لو كنت رجلا هل فعل ذلك ؟؟

وقالت بابون "هناك أعمال فردية، ولكن لا يمكن أن تحكم على مجتمع بتوجه وفعل أفراد، خصوصا وأنه تم انتخابي من الرجال والنساء على حد سواء".

ووجهت بابون رسالة لكل إمرأة قررت خوض الإنتخابات المحلية المقبلة حيث قالت: رسالتي لكل إمرأة آمني بأنك قادرة على مواجهة كل التحديات مهما كانت.

ويشار الى أن مجلس بلدي بيت لحم يضم 3 نساء حسب الكوتة من أصل 15 عضو.

والجدير ذكره أن الحلقة المرفقة تحوي مزيدا من المحاور خصوصا حول الأسباب التي دفعت بابون الى عدم خوض الانتخابات المحلية المقبلة، اضافة لقضية رفع ضريبة النفايات، والهجرة المسيحية من المدينة وأعداد المسيحيين المتبقين في المحافظة، اضافة لغيرها من القضايا الساخنة.

الرابط المختصر: