لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

إسرائيل تُقّر بأنّ أبو ظبي وشركة لبنانيّة تقومان ببناء الغواصّات الألمانيّة التي اشترتها



ما زالت فضيحة الغوّاصات الإسرائيليّة من ألمانيا، والتي تورّط فيها، بحسب الشبهات، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ما زالت تتصدّر عناوين وسائل الإعلام العبريّة، وتُلقي بظلالها السلبيّة على مكانة وشعبية نتنياهو، وتتفاعل بشكلٍ مُكثّفٍ، بما في ذلك دعوات من سياسيين لتشكيل لجنة تحقيقٍ رسميّةٍ في القضية-الفضيحة.

وبعد الكشف يوم الجمعة الماضي عن أنّ إيران، تملك الأسهم في الشركة الألمانيّة التي وقعّت معها الحكومة الإسرائيليّة على صفقة المليارات لشراء الغواصّات، تبينّ، بحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أنّ دولتين عربيتين تُشاركان أيضًا في اقتسام الحصص في الشركة الألمانيّة: الأولى أبو ظبي، والثانية لبنان.

والمُثير في القضيّة-الفضيحة الجديدة، أنّ وزارة جيش الاحتلال أقرّت بأنّها كانت على علمٍ بأنّ أبو ظبي تملك الأسهم في الشركز الألمانيّة، لا بل أكثر  ذلك أنّ الدولة العربيّة في الخليج تقوم بتصنيع قسم من السفن الحربيّة الألمانيّة، المُعدّة للبيع للدولة العربيّة، كما أكّدت المصادر السياسيّة والأمنيّة في تل أبيب للصحيفة.

يُشار إلى أنّ الصفقة مع الشركة الألمانيّة "تيسنكروب"، أثارت أسئلة كثيرة، أولّها عن حاجة الجيش الإسرائيليّ الفعليّة إليها، وجدوى دفع أموال طائلة في صفقة كهذه، وخصوصًا أنّ التجربة اليونانيّة في هذا المجال أخفقت وأدخلت البلاد في أزمةٍ اقتصاديّةٍ قاسيّةٍ.

كذلك أثارت هذه الصفقة شبه فساد يرتبط فيها مباشرة نتنياهو، بالإضافة إلى مقربين منه ومسؤولين في مناصب رفيعة وحساسة، وبشكلٍ خاصٍّ المحامي دافيد شيمرون، الذي يترافع عنه وعائلته، علاوة على كونه ابن خاله.

ولكن ما لم يكن متوقعًا في حساب الإسرائيليين، أنْ تُضاف إلى سلسلة الفضائح، أزمة من نوع آخر، أمنيّة واقتصاديّة؛ حيث كشفت "يديعوت أحرونوت"، النقاب عن أنّ شركة حكومية إيرانية تمتلك نحو 5% من أسهم "تيسنكروب" التي تصنع الغواصات والسفن الحربية من نوع "ساعر 6" لسلاح البحرية الإسرائيليّ، بواسطة شركة تابعة لها تدعى "HDW".

الشركة الإيرانية هي استثمارية وتنشط، وفقًا للصحيفة العبرية، خارج إيران، وتدعى "IFIC"، لكنّها بملكيةٍ حكوميّةٍ، كما أنّها الشركة الأساسيّة التي تستثمر أموال طهران في العالم عبر شركات تابعة لها.

وبحسب مُراسل الشؤون العسكريّة في الصحيفة يوسي يهوشواع، فإنّ حقيقة استثمار شركة إيرانيّة في "تيسنكروب" تثير أسئلة مقلقة بشأن إمكانية اطلاع أصحاب الأسهم الإيرانيين على أحد أكثر المشاريع سرية في الجيش الإسرائيليّ، بحسب تعبيره.

يُشار إلى أنه في العام 2011، أعلنت "IFIC" أنها تمتلك 4.5% من أسهم "تيسنكروب"، لكنّ مجلة "ذا بزنس يير"، أجرت هذا العام مقابلة مع رئيس الشركة فرهارد زارجاري، أكّد فيها أن شركته لا تزال تمتلك أسهمًا في الشركة الألمانيّة من دون أن يحدد قيمتها.

علاقة الشركة الإيرانيّة بالألمانيّة كانت الأهّم، بحسب الصحيفة، فمنذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي، استثمرت طهران في الشركة أكثر من مليار مارك ألماني، أيْ ما يُعادل 400 مليون دولار. وفي 1974، بدأت "IFIC" الاستثمار في "تيسنكروب" بمبلغ ضخم جدًا إبّان أزمة الأخيرة في 1977، ونتيجة ذلك، امتلكت إيران 24.9% من أسهم الشركة مع نهاية السبعينيات.

أمّا اليوم، فقد كشفت الصحيفة النقاب عن أنّ أبو ظبي الخليجيّة تقوم ببناء سفنٍ حربيّةٍ لصالح سلاح البحريّة الإسرائيليّة. ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها إلى أنّ أربع سفن صواريخ، من طراز "ساعار 6"، والتي اشترتها إسرائيل ضمن صفقة تمّ إبرامها العام المُنصرم، لحماية حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، يجري بناء قسم منها في حوض بناء سفنٍ بملكية شركتين، واحدة من أبو ظبي والثانية لبنانيّة.

ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ وزارة جيش الاحتلال عقبت على ما جاء في تقريرها الحصري قائلةً إنّ  الاتفاق تمّ مع شركةٍ ألمانيّةٍ وبتدّخلٍ من الحكومة الألمانية، التي قامت بتمويل ثلث تكلفة الصفقة. بالإضافة إلى ذلك، شدّدّت وزارة جيش الاحتلال في تعقيبها على أنّ مجلس الأمن القوميّ في تل أبيب قام بالتدقيق في الصفقة من أجل الحؤول دون وصول معلوماتٍ سريّةٍ إلى جهات أخرى. وبحسب الوزارة، فإنّ حوض بناء السفن الألمانيّ يبني هيكل السفينة، بينما يتم تركيب أجهزتها في إسرائيل، بحسب تعبيرها.

ويبدو أنّ نتنياهو يُوحل أكثر فأكثر، إذْ أنّ الشرطة الإسرائيليّة تقوم بالتحقيق حول قضايا فساد تورّط فيها، بحسب الاشتباه، كما أنّ وزوجته، ساره، تمّ التحقيق معها يوم الخميس الماضي، بتهم فسادٍ واستغلال الأموال الحكوميّة لصالح أمورها الخاصّة، علمًا بأنّ الشرطة كانت قد أوصت النيابة العامّة بتقديمها للمحاكمة بتهمة استغلال منصبها وتبذير أموال الدولة لصالح الأمور العائليّة التي تخصها وعائلتها، بما في ذلك، والدها، قبل أنْ يتوفّى.

 

المصدر: رأي اليوم

الرابط المختصر: