لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

جيش الاحتلال يحصل على طائرات “اف 17” الافضل عالمياً



ان قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر، امس الاول، المصادقة على شراء 17 طائرة من طراز "اف 35" اضافية لسلاح الجو الاسرائيلي، هي نتيجة مطلوبة، متأخرة، للقرار الجزئي الذي اتخذه المجلس الوزاري المصغر في الحكومة السابقة، قبل حوالي ثلاث سنوات. في حينه وفي اطار قرار استثنائي صودق على شراء جزء من الطائرات، الأمر الذي كان سيترك سلاح الجو في نهاية المطاف، مع سرب ونصف – هجينا من ناحية عسكرية، لأن عدد الطائرات ما كان سيسمح له بتخطيط وتنفيذ مهامه لفترة طويلة. وحسب القرار الذي اتخذ امس الاول، سيمتلك سلاح الجو سربين كاملين من هذه الطائرات حتى منتصف العقد القادم. اما مسألة اضافة سرب ثالث فسيتم الحسم فيها بعد عدة سنوات.

طائرات اف 35 هي طائرات مختلف عليها جدا. هذا هو برنامج الشراء الاكثر تكلفة في تاريخ الجهاز الامني الامريكي، ولا تزال هذه الطائرات تواجه حتى اليوم سلسلة طويلة من الاخفاقات، وتأجيل الجدول الزمني لتصنيعها وما يرافق ذلك من غلاء للأسعار. وفي المقابل، يصر سلاح الجو الاسرائيلي على ان هذه هي افضل الطائرات، ان لم تكن الوحيدة، لاحتياجاته. وبما ان سلاح الجو يمتاز بشكل خاص في العمل التمهيدي المنظم والفاعل، وبما ان هذا هو تماما الموضوع الذي لا يفهم فيه احد في القيادة الأمنية بعمق كالطيارين، لم يكن هناك أي شك ولو للحظة، بأن الخلاف سينتهي. هل تتذكرون رئيس الحكومة نتنياهو وهو يعلن قبل سنة، بعد المصادقة على مشروع الغاز: "عندما اريد شيئاـ انا احصل عليه"؟ لو كانت هذه المقولة قد صدرت عن قائد سلاح الجو، الجنرال امير ايشل، لما كان سيتم التعامل معها كثرثرة فارغة.

لدى سلاح الجو عدة ادعاءات يطرحها لتبرير شراء الطائرات. اولها يرتبط بالحاجة الاسرائيلية للوقوف في مقدمة التكنولوجيا – الدولة الاولى في المنطقة التي تتزود بأكثر طائرة متطورة يمكن للأمريكيين عرضها. طائرة حربية من الجيل الخامس، وخلال جدول زمني سريع نسبيا، لأن الولايات المتحدة بدأت بتزويدها لكل قواتها. وينطوي ذلك على رسالة للجيران، تحدد تفوق اسرائيل وتسهم في الردع.

الادعاء الثاني عملي: من المعروف ان قدرة اف 35 على حمل القذائف تقل عن الطائرات التي سبقتها، وعلى رأسها اف 15، لكن هذه الطائرة تملك قدرة على "التهرب"، تسمح بالتالي بشل عمل الرادارات والدفاعات الجوية المعادية، وبالتالي تخترق الطريق لتنفيذ هجمات مكثفة تفوق قدرات الطائرات الاخرى. كما يثني الجيش الاسرائيلي على قدرة اف 35 على العمل على مسافة بعيدة عن اسرائيل، والعمل بشكل مستقل يتعلق بشكل اقل بالغلاف الداعم الذي تحتاجه الطائرات الهجومية التابعة للجيل الحالي.

بالإضافة الى ذلك، هناك مسألة ترتيب القوات- الطائرات. ليس سرا ان سلاح الجو لا يزال يعتمد على اسراب "براك" (اف 16) و"الباز" (اف 15) القديمة، التي يجري استخدامها منذ اربعة عقود (يذكر ان وصول طائرات "الباز" في حينه الى اسرائيل في يوم السبت، سرع اسقاط حكومة رابين). خلال السنوات القريبة، ستكون الحاجة ملحة لإخراج قسم من هذه الطائرات من الخدمة، بل تقرر اغلاق سرب من طائرات براك، خلال السنة القادمة. والبديل، حسب المسؤولين في سلاح الجو، يكمن في مزيج: طائرات اف 35، وربما يضاف اليها لاحقا عشرات طائرات اف 15.

العدد الكلي للطائرات المأهولة سيتقلص تباعا، ولكن حسب سلاح الجو، لا يمكن تخفيضه الى ما دون مستوى معين، الأمر الذي يحتم شراء المزيد من الطائرات. وبالمناسبة، في الجيش يدعون عدم وجود فارق ملموس بين ثمن اف 35 في الصفقة الجديدة وثمن اف 15. وتدعي الشركة المصنعة، لوكهيد مارتين، انه سيتم خلال ثلاث سنوات تخفيض السعر من حوالي 110 ملايين دولار للطائرة، حاليا، الى اقل من 80 مليون. اما ثمن اف 15 حاليا، فيصل الى اكثر من 100 مليون.
طبعا، هذه ليست المصروفات الوحيدة المرتبطة بالصفقة. فشراء الطائرات الجديدة يرتبط ايضا بشراء قطع غيار، وسائل ايضاح واجهزة تدريب، الى جانب مصروفات الصيانة الضخمة سنويا. لقد دفعت اسرائيل حتى اليوم (من اموال الدعم الامريكي) حوالي 5.25 مليار دولار مقابل 33 طائرة، بإضافة المصروفات المرافقة الضخمة. ولم يتم حتى الا كشف التكلفة الاجمالية للطائرات الجديدة (17 طائرة).

لقد اتخذ قرار المجلس الوزاري المصغر، امس الاول، بعد نقاش عاجل، تم تكريس فترة زمنية قصيرة جدا له مقارنة بالجلسات التي كرسها هذا المجلس مؤخرا لمناقشة قضية بؤرة عمونة وقانون تشريع البؤر. هذا توجه يميز القيادة السياسية، والذي برز ايضا في التقارير الاخيرة حول المصادقة على صفقة الغواصات وسفن سلاح البحرية. الوزير يوفال شطاينتس الذي قاد الصراع في مطلع 2014، ومنع شراء اكثر من 33 طائرة، لم يعارض هذه المرة، مثله مثل غيره من الوزراء.
في المرة السابقة جند شطاينتس الى جانبه اربعة وزراء من المجلس الوزاري، من يوجد مستقبل ويسرائيل بيتينو، كان من بينهم وزير الخارجية آنذاك افيغدور ليبرمان. لكن ليبرمان هذه المرة هو وزير الامن، والذي يدعم بشكل متواصل توسيع مشتريات الجيش ويبرر قرار شراء الغواصات.

سلاح الجو لا يزال معنيا بزيادة عدد الطائرات الى 75 طائرة ليتم اضافة سرب ثالث، في اطار الخطة المتعددة السنوات التي ستبدأ من 2021 وصاعدا. رئيس الحكومة اعرب عن اهتمامه بشراء طراز B من طائرات اف 35، ذات القدرة على التحليق القصير والهبوط العامودي. هذه المسألة لم تحسم  بعد، رغم وجود تحفظات في الجيش ازاء الفائدة الكامنة في شرائها. يمكن الافتراض بأن قائد سلاح الجو القادم، الجنرال عميكام نوركين، سيحصل بالصدفة ايضا، على مطلبه في نهاية الأمر.

الرابط المختصر: