لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

في اليوم العالمي للصحة النفسية: 60% من سكان القطاع يعانون من الاكتئاب



تلفزيون الفجر الجديد | القدس – محمود أبو عواد – كثيراما تدفع الظروف الاقتصادية والحياتية بالفلسطينيين من سكان قطاع غزة للتفكير كثيرا في واقع حياتهم الصعب في ظل محدودية الخيارات وانحسار الحلول التي تحيط بهم للخروج من أزماتهم على الصعيدين الشخصي والأسري ما يفاقم من واقعهم المعيشي الذي يدفعهم إلى "الاكتئاب الحقيقي" فيؤثر نفسيا على الشخص ليصيب جميع أفراد الأسرة.

وبينما يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف العاشر من أكتوبر/ تشرين أول من كل عام، لا توجد أية إحصائيات دقيقة حول أعداد الأشخاص المكتئبين في قطاع غزة رغم وجود تقديرات عامة صدرت عن بعض المنظمات الدولية العاملة في القطاع تشير إلى نحو 60% من السكان يعانون من "الاكتئاب".

وبحسب إحصائية صادرة عن المرصد الأورومتوسطي بداية العام الجاري فإن 55% من سكان القطاع يعانون من الاكتئاب، وأن 50% من أطفال غزة بحاجة لدعم نفسي. فيما تشير إحصائية للأونروا في شهر مارس/ آذار الماضي أن ثلث اللاجئين الفلسطينيين البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة من الذين يحصلون على خدمات الرعاية الصحية من خلال 21 مركزا صحيا ظهر لديهم أعراض اضطرابات نفسية واجتماعية.

ورفض الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور فضل أبو هين في حديث لـ "القدس" نفي أو تأكيد تلك الإحصائيات حول نسب الاكتئاب في قطاع غزة. مشيرا إلى أنه كلما ارتفع حجم الضغوطات داخل المجتمع كلما زاد عدد الأشخاص الذين يصابون بمثل هذه الأمراض.

ولفت إلى أن الحروب الإسرائيلية والحصار المشدد على قطاع غزة، وما تبعه من ظروف اقتصادية وحياتية صعبه جميعها أسباب تسهم في رفع معدلات حالات الاكتئاب في أوساط المواطنين، مبينا أن المشاكل والقلق والضغوط التي يتعرض لها المواطنون جميعها تندرج تحت بند "حالات الاكتئاب" لكنها تتفاوت في المجتمع بحكم قدرة البعض على تحمل تلك المشاكل وهو ما يقلل من النسب العالية التي يمكن تسجيلها على إثر تلك الأوضاع.

ورأى أن ارتفاع معدلات البطالة الناجمة عن الظروف الاقتصادية الحالية، بالإضافة لواقع تشديد الخناق على غزة وشن حرب جديدة كل عامين أو ثلاثة جميعها تشكل بيئة ينبثق عنها المرض وتخلق حالة من الصدمة النفسية لدى الناس.

وأضاف " 50 عاما من المشاكل المتفاقمة على الصعيد الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وحياتيا تراكمت الآن وباتت تظهر في الجانب النفسي للمواطنين، وكل هذه التراكمات خلقت نفسية متوترة وقلقة ومكتئبة ومتعددة المعاناة".

وأشار إلى أن انتشار الاكتئاب في مجتمع محيط بالكثير من المشاكل وعدم وجود حلول يؤثر بلا شك على حياة الشخص والأسرة ويزيد من معاناتهم ما قد يدفع بعضهم للتفكير بإنهاء حياته وهو ما يفسر ربما كثرة محاولات الانتحار مؤخرا.

واعتبر أن كل الجهات الفلسطينية الرسمية والمؤسسات الدولية والمحلية مسؤولة عن واقع الحياة والظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون في المجتمع الغزي. داعيا إياهم لبذل جهود بتحسين واقع الحياة وإيجاد فرص عمل خاصةً للشباب والعمل على رفع الحصار عن غزة والضغط دوليا لوقف حروب الاحتلال.

وكان مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة "بو شاك" قال: ان حصار غزة والحروب المتكررة لا يؤثران فقط على النواحي البدنية والاقتصادية والاجتماعية لسكان غزة، ولكن يعرضهم أيضا إلى مستويات عالية من الضغط النفسي والاجتماعي.

وتشير الإحصائيات الصادرة عن عدة مؤسسات أن 40% من سكان القطاع البالغ عددهم 1.95 مليون نسمة يقعون تحت خط الفقر، فيما يتلقى 80% منهم مساعدات إغاثية، وتواجه 73% من العائلات ارتفاعا في حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وتحذر المؤسسات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية من أن الأوضاع الحالية في غزة ودخولها العام العاشر للحصار قد يدفع بسكانها للانفجار. مشيرين إلى أن قطاع غزة مع حلول عام 2020 لن يصبح قابلا للحياة نتيجة الظروف الحالية.

الرابط المختصر: