لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

كتاب ومحللون فلسطينيون: اغتيال حتّر جريمة تتطلب معالجة الفكر التكفيري



تلفزيون الفجر الجديد | مهند العدم – اثار اغتيال الكاتب الاردني المثير للجدل، ناهض حتّر صباح اليوم الاحد، امام قصر العدل وسط العاصمة الاردنية عمان، ردود فعل غاضبة بين اوساط الكتاب والمثقفين الفلسطينيين، واصفين الجريمة بالبشعة ومعتبرينها تؤسس لمرحلة عنيفة على خلفية الرأي، داعين الى معالجة الخطاب التكفيري.

وكان الصحفي والكاتب اليساري ناهض حتّر الذي يحمل درجة الماجستير في الفكر السلفي المعاصر، قد السجن على خلفية " تشييره" لرسم كاريكاتوري على حسابه على "الفيسبوك" الشهر الماضي وقوبل حينها بانتقادات واسعة باعتبار الرسم "يمس الذات الالهية" ، وتم اطلاق سراحه قبل نحو اسبوعين بكفالة مالية، قبل ان يباغته مسلح اثناء توجه الى قاعة المحكمة في قصر العدل صباح اليوم بعدة رصاصات اصابته في مقتل.

وعرف الكاتب حتّر بعلاقاته الجيدة مع النظام السوري والمقاومة اللبنانية، واشتهر بانتقاده لجماعة الاخوان المسلمين، والحركات السلفية الذي تخصص بدراسة فكرها ونشأتها، اضافة الى مواقفه ضد الفلسطينيين بالاردن، وضد النظام الملكي.

وبحسب موقع "خبرني" الأردني فان القاتل يدعى رياض اسماعيل عبدالله (50 عاما)، وقد عمل سابقا إماما لاحد المساجد قبل ان يتم فصله بعد اتهامه بـ"التطاول على مقامات عليا"، وقد غادر الأردن لفترة لكنه عاد إليه قبل يوم واحد من تنفيذه عملية الاغتيال حيث اعترف انه قام بفعلته على خلفية منشوره نشره حتر على حسابه على الفيسيبوك .

يقول الكاتب والروائي الفلسطيني الدكتور احمد رفيق عوض في حديث مع "القدس" دوت كوم: "ان الكاتب اليساري الاشكالي اشتهر باثارة الجدل ورأيه المخالف، حيث اشتهر بانتقاده للنظام الملكي، والاخوان المسلمين، والوجود الفلسطيني بالاردن، حيث تسببت كتاباته بسجنه عدة مرات.

واضاف عوض: ان الاختلاف مع الكاتب لا يعني قتله، وان اسكات الصوت المعارض والمخالف بالرصاص لا يفيد، ولا يسكت اصحاب هذا الراي" داعيا الى احتضان اصحاب الصوت المعارض والتعايش مع ارائهم. وشجب عوض جريمة الاغتيال، مشددا على انها تؤسس لمرحلة عنف يجب التصدي لها ومعاقبة مرتكبيها.

واعتبر المحلل والكاتب عماد غياظة، جريمة الاغتيال "بانها تشير الى ان العقلية والثقافة العربية ازاء مسالة اختلاف الراي وتنوعه وهي مسألة ما زالت على ما هي عليه (غير متقبلة، ورافضة)، مضيفا: ان استخدام الحركات السياسية بغض النظر عن فكرها وتوجهها للعنف والاغتيالات امر لا يبشر بالخير" مشيرا الى ان وقوع عملية اغتيال في العاصمة الاردنية يعد تطورا خطيرا ، حيث بدات الاحداث في العديد في الدول العربية بهذا الشكل وتطورت على ما هي عليه الان من دمار وخراب.

وقال غياظة :ان هذه الجريمة تدعو الى مراجعة التعبئة والثقافة الداعية الى الخلاص من الرأي الاخر، او ما يتم تدريسه وبثه عبر وسائل الاتصال التي تتحدث عن الخلاص من الرأي الاخر، مشيرا الى ان الكاتب حتر دفع ثمن سوء التفسير لما نشره على حسابه على "الفيسبوك" رغم محاولته تفسيره.

ودعا غياظة الى "ان تكون رؤية المفكرين وأولي الامر مبنية على اختلاف الرأي، حيث دفعت الشعوب العربية ثمنا باهظا لهذا النهج، وان ما حدث من جريمة اغتيال دلالة سلبية على وضعنا الثقافي والقيمي والسياسي".

ورأى دكتور الاعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الاقطش، في حديث مع "القدس" دوت كوم:ان المجتمع العربي يزداد تطرفا يوما بعد يوم، حيث اصبح مجرد الخلاف على الرأي كاف لان نقتل".

وبين ان الحادثة تعكس مدى الخطورة التي نعيشها في الوطن العربي، التي بات فيها الرأي الاخر غير موجود ودمه مستباح، لافتا الى ان مرحلة اغتيالات الرأي، تسبق الحروب الاهلية، كما حصل في دول مختلفة.

وقال المحلل السياسي، مهند عبد الحميد، في حديث مع "القدس" دوت كوم :ان الجريمة البشعة هي امتداد لجرائم "داعش"، وهي جريمة اغتيال لكل فكر او موقف يختلف او يجتهد بالمجتمع."

وبين عبد الحميد:ان قضية "ازدراء الاديان" اضحت تهمة تلقى على كل من يعترض على حماقات وعلى سياسات تعود الى عهد انحطاط الدولة الاسلامية" مضيفا: ان هذا ارهاب يتم التعدي فيه على كل مواطن،ويعتبر هذا الاغتيال اغتيالا لكل من يصبو الى الحرية وكل من يدعو الى الخروج من عهود الظلام" مبينا ان الجريمة تاتي في مرحلة احتدام الصراع مع هذا الفكر.

وبحسب عبد الحميد فان الفكر التكفيري بات يتغلل تحت مسميات عديدة داخل اوساط المجتمعات العربية، من خلال الخطاب الديني والاعلامي، حيث تدعو الحادثة الى الرد على هذه الجرمية بمحاربة تجليات الفكر التكفيري، من مدارس وفتاوى، وخطاب ديني في المساجد، كل ذلك يتطلب اعادة النظر فيه ومراجعته،محذرا من ان هذه الجرائم ستستمر في حال عدم معالجة الخطاب الديني والدعوات التكفيرية في المجتمعات العربية".

الرابط المختصر: