كيف وقع امير الطرب العربي بـ”فخ الصورة” مع ضابط اسرائيلي؟

تلفزيون الفجر الجديد | بينما ما زال صدى صوته الشجي، يتردد في روابي فلسطين، ناثرا الفرح والبهجة في قلوب من تقاطروا لحضور تلك الليلة البهيجة التي حضرها اكثر من 15 الف من معجبيه على مسرح روابي، حتى جاءت "الصورة الفخ" التي التقطها ضابط الارتباط الاسرائيلي مع محبوب العرب، لتثير عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي تستهجن قبول الرباعي التقاط تلك الصورة مع ضابط اسرائيلي.

وبينما اعترف الرباعي بالتقاط الصورة الان انه دافع عن نفسه بالقول انه تعرض لخديعة باعتبار ان الضابط كان يتحدث العربية بطلاقة، بينما وصف بيان لروابي الصور بـ" الخديعة المبيتة" لنجم العرب "والتي تاتي في اطار مواصلة فرض الحصار على الشعب الفلسطيني".

وفي تفاصيل ما حدث، فانه واثناء خروج الفنان العربي من معبر الكرامة وبالتحديد على النقطة الاسرائيلية وصل ضابط التنسيق الاسرائيلي الى مكان تواجده بقاعة الشخصيات المهمة، لتنسيق خروجه والفرقة الموسيقية المرافقة له الى الاراضي الفلسطينية ، حيث طلب ضابط التنسيق التقاط صورة مع الفنان الرباعي، ليقوم بنشرها كدعاية تبين تساهل اسرائيل مع مرور كبار الشخصيات الى الاراضي الفلسطينية، ما تسبب بانتقادات كبيرة لامير الطرب العربي.

يقول الرباعي في تصريحات صحفية: انه طلب من الجهات المنظمة للحفل عدم التعامل مع اشخاص اسرائيليين، وهو ما تم بالفعل، وحين وصوله الى نقطة الحدود الاسرائيلية كان بانتظاره ضابط يتكلم اللغة العربية وعرف عن نفسه بهادي، ولم يكن يعرف انه ضابط اسرائيلي، حيث قال الضابط لصابر "انني من معجبيك وارغب بالتقاط صورة معك، ورحب صابر بذلك"، حيث وصفه الرباعي "بالشخص اللطيف بالتعامل" دون ان يدرك حقيقة هويته الا بعد انتشار الصورة".

وأقر الرباعي، في البيان الذي نشره على حساباته الرسمية الموثقة على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتقاطه تلك الصورة وقال إن ذلك تم "عن حسن نيّة وبشكلٍ عفويّ، من دون التنبّه لبعض التفاصيل التي تبيّن فيما بعد أنها بغاية الأهميّة.

وأوضح الفنان التونسي أنه لم يكن يعرف أن الشخص الذي التقط معه الصورة إسرائيلي، مشيرا إلى "أن النسيج الفلسطينيّ مركّب، ويصعب في بعض الأحيان على كثير من العرب فهم تفاصيل وتركيبة المجتمع الفلسطينيّ البطل."

وأضاف "الصورة التقطت مع منسّق مرور فلسطينيّ عرّف عن نفسه باللغة العربيّة باسم (هادي) علماً بأنه كان مسؤولاً عن تسهيل مروري مع الفرقة الموسيقيّة المرافقة بحيث لا يتمّ التواصل مع أي شخص إسرائيلي."

وشدد الرباعي على أنه "لطالما جاهَرَ بمناصرته للقضيّة الفلسطينيّة ورفض التطبيع مع العدوّ الإسرائيليّ." واستدل على ذلك بالكلمة التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفي قُبيل حفله على مدرج مدينة روابي الفلسطينيّة والتي عبّرت بوضوح عن موقفه من إسرائيل ودعمه للفلسطينيين، حسب تعبيره".

واعتبر بيان صادر عن روابي ما جرى للرباعي بانه"خديعة مبيتة" واضاف البيان "أن ما جرى من قبل الإسرائيليين مع الفنان صابر الرباعي أثناء مروره على جسر "معبر الكرامة"، إنما هو خديعة إسرائيلية مبيته تأتي في إطار المحاولات والحملات الإسرائيلية لاستمرار فرض حالة الحصار الثقافي والفني على فلسطين وشعبها وعزلها عن شعوبنا العربية الشقيقة"، حيث استغل مسؤول الارتباط المدني الاسرائيلي "هادي الخطيب" عدم معرفة الفنان الكبير صابر الرباعي بطبيعة عمل الجسر وهوية العاملين فيه، وقام بتقديم نفسه بهذا الاسم ومتحدثا باللغة العربية مشيرا الى انه سيسهل إجراءات مرور الرباعي، مستغلاً في الوقت نفسه عدم وجود أي شخص من الارتباط الفلسطيني او من روابي مع الفنان صابر الرباعي الأمر الذي جعل الفنان الكبير وكما أكد في تصريح بصوته بأن "هادي الخطيب" هو موظف فلسطيني من خلال اسمه وحديثه باللغة العربية حيث تعامل معه على هذا الأساس".

وتابع البيان بالقول "وما يؤكد أن الأمر كان مبيتاً للتشويش على النجاح الباهر للزيارة والحفل قام "الخطيب" بالتقاط صورة مع الفنان صابر الرباعي وإرسالها إلى قيادته التي سارعت الى نشرها من أجل خلق حالة من البلبلة لدى الرأي العام والتشويش على زيارة الفنان صابر الرباعي لفلسطين".

واختتمت روابي بيانها بتأكيد"اعتزازها الكبير بزيارة الرباعي لفلسطين واحتضان مدرجها لحفله الناجح، فإنها ترفض كل محاولات التشويش والتشويه، وتحذر في الوقت نفسه من الوقوع في فخ الرواية والأهداف الإسرائيلية، والتي سعت دوماً للتشويش على الحق الفلسطيني وعلى حساب الحقيقة التي أكدها صابر الرباعي بأن حضوره لفلسطين إنما يأتي لدعم الشعب الفلسطيني وصموده على أرض وطنه والعيش بحرية وكرامة فيه مؤكداً أن زيارة السجين لا يمكن أن تكون تطبيعاً مع السجان".

وقد اثارت الصورة جلبة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية، بين اوساط رافضة لما جرى، وجهات وجدت ان الفنان وقع بالفخ دون ان يدرك ذلك.

حيث كتب الدكتور كريم مزع في تغريدة له قال: "صباح الخير صابر الرباعي، اما التطبيع فكفى. "صباح الفرح الذي نثرته في صدور الكثيرين.. الفرح الذي يسعى الجميع الى نزعه واقتلاعه من ارواحنا".. صباحك تونس اما بعد.

"انا ضد التطبيع الذي لا افهم معناه حتى هذه اللحظة، انه مفهوم غير محدد وﻻ مضبوط ..وهو مفهوم اعمى اهوج … وهو بمثابه عصى بيد البعض يرفعوه متى شاؤوا..وقد حرم هذا المفهوم الجأئر الشعب الفلسطيني من اﻻرتباط والتواصل مع عمقنا العربي، وبالتالي حاصرنا انفسنا وسهل على العدو حصارنا والسيطرة علينا"، لذالك فان مصلحة الشعب الفلسطيني تكمن باكبر حمله رسمية وشعبية لحجيج العرب الى فلسطين والقدس.. الى خلق حاﻻت من التواصل الثقافي والفني والرياضي والصلاة في القدس..حتى نعمق وجودنا وقدرتنا على التحدي والصمود". مضيفا "اما كوننا تحت الاحتلال الذي يمسك بممرات فلسطين الجوية والبرية والبحرية ونحن نعبرها كل يوم ذهابا وايابا.. فان من الكفر اعتبار العربي الذي ينوي زيارة فلسطين مطبعا كونه مضطرا للمرور عبر ختم الاحتلال".