لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

سوا: بطاقة المواطن تشير تاثير الاذاعات على الراي العام مرتفع



تلفزيون الفجر الجديد- نفذت الشبكة الاعلامية للتنمية والمساءلة "سوا" استطلاعا باستخدام (بطاقة راي المواطن) استهدف العاملات والعاملين في مجال الصحافة والاعلام ، لمعرفة ارائهم في مستوى اداء وتاثير ومهنية الاذاعات المحلية الفلسطينية، كجزء من انشطة تحديد احتياجات ومعيقات وصعوبات وسائل الاعلام المحلية المسموعة والصحافيين العاملين فيها، للمساعدة في وضع خطط بالمشاركة لتدخلات وفعاليات،  تعمل على تقوية قدرات وامكانات ومهارات الاعلام عموما والمسموع خاصة.

 ان البحث عن الحقائق والدفاع عن الحقوق، في جمع المعلومات ونشرها بشكل مهني موضوعي متوازن، في تحليل الواقع والاضاءة على عيوبه ومشاكله، هو لاستعادة احدى السلطات ( السلطة الرابعة) لدورها المفترض المستنهض والتنموي الباني والاخباري والرقابي والمسائل، لاسيما مع غياب اثر السلطة التشريعية، وضعف دور السلطة القضائية.

تاثير عالي في الراي العام

وكان لافتا ان الاغلبية يعتقدون ان الاذاعات المحلية الفلسطينية لديها تاثير على الراي العام بمستويات مختلفة، وهذا يشير الى ضرورة الاهتمام بهذه الوسيلة الاعلامية (الاعلام المسموع)، ونقصد هنا بالاهتمام، ان يتوزع الى المجالات المختلفة واهمها الاهتمام بمضمون الرسائل التي تقوم بتوزيعها تلك الاذاعات يوميا.

حيث اشار 92 بالمئة من اللذين شاركوا بارائهم انهم يعتقدون ان للاذاعات المحلية تاثير على الراي العام ما بين (مرتفع جدا 16% وتاثير معتدل 31% ومن يعتقدون ان التاثير احيانا وليس دائما 47%)

 

ويعيب بعض المراقبين الاعلاميين والاكاديميين على الاذاعات بان رسائلها عادة ما ينقصها عمق المضمون والتحليل الحقائقي، وميلها "تحت وطأة السرعة ونقص التمويل" الى اللجوء الى البرامج الترفيهية وبرامج العلاقات العامة، على حساب التخصصية والتعددية في البرامج ، وعلى حساب التنوع ما بين التنموية والتربوية والصحية ومعلومات الشان العام، وبرامج الخدمات، علما ان بعض الاذاعات تقدم هذا التنوع الى حد ما ولكنها قليلة جدا مقارنة بالعدد الكبير للاذاعات المحلية الذي كاد يقارب المئة محطة اذاعية.

وكان استطلاعا اجرته الشرق الادنى للاستشارت عام 2011  حدد كما هو واضح اعلاه في البيان (figure 12) ان الاخبار المحلية واخبار منظمات المجتمع المدني (العلاقات العامة المدفوعة الاجر) وبرامج التسلية هي التي تاخذ القسم الاكبر من قضايا التغطية الاعلامية.

الاذاعات تفقد مستمعيها

لكن في المقابل نجد ان عادة الاستماع الى الراديو ليست مرتفعة كما يعتقد البعض، فالراديو كوسيلة اعلام يدخل في منافسة حقيقية على اهتمام المتلقين مع الفضائيات المتلفزة ، والاهم مع الاعلام الاجتماعي ( الفيسبوك تويتر يوتيوب …) فقد اجاب 73 % من المستطلعة اراؤهم الى انهم لا يستمعون او يستمعون فقط الى حوالي ساعة يوميا، وهنا يجب الاشارة الى ان البث الاذاعي من خلال الانترنت هو مستقبل العمل الاذاعي والتلفزيوني.

المستقبل "راديو الانترنت" وكن كيف؟

هذا السؤال يراود بال الإذاعيين منذ فترة ليست بالقصيرة، فإيقاع الحياة تغير، وأصبح العالم بفضل ثورة الاتصالات وسرعة نقل المعلومات سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مكتوبة، يلهث وراء آخر المعطيات والأنباء.

هناك إجماع على وجود ثلاث عوامل رئيسية تتحكم في العمل الإذاعي، الأول تقني والثاني يتعلق بالسرعة والثالث الاهم المضمون .

ويتمثل العامل الأول في التقنية المتفوقة التي تضمن نوعية جيدة من الصوت وقوة في البث والاستقبال، فبعد الموجات القصيرة والمتوسطة ثم المتناهية الصغر المعروفة اختصارا بـ FM، التي تمكنت من نقل الصوت المجسم عبر مسافات بعيدة، جاءت إمكانية البث من خلال الأقمار الاصطناعية مباشرة قبل أن تتطور إلى التقنية الرقمية.

وقد تزامن هذا كله مع ظهور تقنيات تسمح بنقل الصوت والصورة مباشرة عبر شبكة الإنترنت، بسرعة وكفاءة عالية مع جودة في نوعية الصوت، بما بات يُعرف بـ"راديو الإنترنت" أو Web radio.
 

أما العامل الثاني فيرتبط بسرعة التعامل مع الأخبار والأحداث، وهو تطور فرضته سهولة تقنيات الاتصال بشكل مباشر فعجل من وتيرة التنافس على تقديم المعلومة والتعاطي معها ومن ثم ملاحقتها.

ولا يعارض أحد اليوم بأن مميزات راديو الإنترنت عديدة. فهو من ناحية يتيح للمستخدم استقبال عدد لا حصر له من المحطات الإذاعية، فإجمالي المحطات التي تبث برامجها مباشرة عبر الشبكة العنكبوتية لا يقل الآن عن 11000 محطة، بما فيها قنوات رسمية، وأخرى خاصة، وثالثة لا تتواجد فقط إلا من خلال الإنترنت.

وليس بعيدا تصنيع أجهزة راديو صغيرة متنقلة، تتصل بشبكات الإنترنت، لتكون مثل الراديو الترانزيستور الصغير الذي كان يستقبل عددا كبيرا من الموجات القصيرة، لتتلقى الآن عددا غير محدود من المحطات الإذاعية.
والعامل الثالث والاهم هو المضمون الذي يحقق استجابة لاهتمامات المتلقي، ويجيبه على تساؤلاته حول قضايا قريبة منه، تخصه، خدماته، مشكلاته.. الخ وحول قضايا بعيدة عنه لكنها في صلب اهتماماته .

وعلى عكس ما يعتقد البعض، تتميز تقنيات راديو الإنترنت ببساطتها الشديدة وقلة تعقيدها، فهي لا تحتاج إلى حجز ذبذبة صوتية في الأثير ولا لسداد رسوم سنوية عليها، ولا امتلاك أجهزة بث ضخمة بل إن أغلب البرامج التي تساعد على إنتاج وبث المادة الإذاعية يمكن الحصول عليها مجانا من الإنترنت، كما ان هناك بعض المواقع التي تستضيف راديو الإنترنت مجانا على صفحاتها، وما على المشرفين إلا إعداد المادة الصوتية ونقلها إلى هذا الموقع عن طريق الشبكة.

 

مستوى المهنية يحتاج لاهتمام جاد

وبشان موقف المشاركين من مستوى مهنية العاملين بالاذاعات المحلية، فقد شكك 80% منهم بالمستوى المهني لاداء العاملين، حيث اشار 11% منهم ان لا مهنية اطلاقا للصحفيين العاملين لدى المحطات الاذاعية المحلية في حين خفف 69% موقفهم باجابتهم قائلين (انهم يحاولون ان يعملوا بمهنية)

ولكن ربما ارجع المستطلعة اراؤهم مبرر عدم المهنية بالاداء الى خضوع الاذاعات المحلية لتاثير السلطة الحاكمة، حيث اشار 83% منهم ان الاذاعات المحلية مسيسة وتخضع لتاثير السلطة الحاكمة (19 % بشكل كبير وواضح ، 64 %  تخضع الى حد ما )

ومع ذلك نجد ان اغلبية الاراء تؤكد وجود جرأة لدى معدي ومقدمي البرامج والاخبار في الاذاعات المحلية، فقد دافع المشاركون في الاجابة على "بطاقة الراي" عن العاملين – في الاذاعات المحلية اللذين سبق شككوا بمستوى مهنيتهم- حيث اشار 72%  الى ان معدي ومقدمي البرامج والاخبار يتصفون ( 69 %  لديهم بعض الجراة ، و3% جريئين جدا ) في حين اجاب  25% من المشاركين ان لا جرأة ابدا لدى العاملين في الاذاعات المحلية.

 

ما هي الاهداف ؟

وفي حين تبين في استطلاع الراي المشار اليه سابقا الذي اجراه مركز الشرق الادنى عام 2011  كما هو واضح في الشكل (figure 6 ) ان اهداف وسائل الاعلام المحلية الفلسطينية عموما تتنوع ما بين عكس واقع وحياة الفلسطينيين ، وخدمة المجتمع، ودعم نظام التعليم ، وفتح المجال للاراء الموضوعية .

كانت اجابات المشاركين على بطاقة راي المواطن التي نفذتها شبكة سوا اكثر صراحة حيث اجاب 72% منهم ان الهدف الرئيسي لمعظم اصحاب المحطات الاذاعية هو تحقيق الارباح ، بينما لم يؤيد ان الهدف الرئيسي للاذاعات هو التاثير في السياسات العامة سوى 3% من المبحوثة ارائهم.

 ((شارك في الاجابة على ("بطاقة الراي" التي هي احد ادوات المساءلة المجتمعية)  203 اشخاص،  كان منهم 83% يعملون في مجال الاعلام.))

هناك اذاعات بلا سياسات عمل!

ومن نقاط الضعف الاخرى التي اشير لها في بطاقات الراي، والتي تدعم ما قيل حول ن الهدف الرئيسي هو تحقيق الارباح، هي ان اصحاب الاذاعات ومالكيها لا يؤمنون بالمشاركة والعمل الجماعي، فقد كانت الاجابة على تساؤل حول كيف توضع السياسات الاعلامية للمحطة الاذاعية المحلية، تؤكد من خلال 60 % من المجيبين على ان صاحب المحطة يضع السياسات ويلزم الجميع بها، في حين 23% ان المحطات الاذاعية تخلوا اصلا من سياسات مصاغة للاذاعات.

 

مطلوب قوانين تضمن الحريات المسؤولة

ونخلص في هذا التقرير الى مجموعة من المقترحات التي ناخذها كما جائت من اجابات الاعلاميين المشاركين في "بطاقة الراي" حيث تنوعت التوصيات، من اجل تطوير عمل الاذاعات المحلية، حيث طالب 28%  منهم بوضع التشريعات الناظمة لعمل الاذاعات المحلية، ووضع المعايير الصارمة لغربلة العدد الكبير من المحطات الاذاعية وتقليل عددها لضمان التنافس على النوعية، كما اوصى 25% منهم باطلاق المزيد من الحريات وعدم ملاحقة الاذاعات المحلية او العاملين بها، واكد 17 % من المجيبين على  اهمية انظمام الاذاعات المحلية لاتحاد او شبكة اذاعات محلية قوية،   وايضا  طالب 17%  ببرامج من اجل بناء قدرات العاملين في المحطات المحلية.

 

ان برامج بناء القدرات والتدريب التي يحتاجها الاعلام الفلسطيني المحلي المسموع (مؤسسات وافراد) هي تلك البرامج التي تمكنه من التعامل مع مجموع التحديات، التي تتنوع ما بين رقابة السلطة الرسمية وتدخلاتها، والرقابة الذاتية التي تتولد عند المعد والصحفي والمقدم والمبدع، ورقابة أصحاب ومالكي الصحف ووسائل الإعلام، والرقابة المجتمعية ايضا اضافة من الرقابة الناتجة عن الخوف من نفور الممول او المعلن او الراعي.

وايضا تمكنه من الاهتمام بقضايا المال العام، كونها تؤثر بشكل مباشر على حياة المجتمع الفلسطيني، وفي نفس الوقت هناك ضرورة لفهم القوانين المنظمة للاعلام ليتمكنوا من العمل في هذه المواضيع دون تردد، تمكنه من معرفة الحقوق والواجبات، الحريات والمسؤولية، وتمكنه من مهارات الوصول الى كافة البيانات والمعلومات اللازمة للعمل الصحفي، ومن جرأة قول الحقيقة وعدم اخفائها.

الرابط المختصر: