لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

في غزة.. 20 شيكل مقابل 12 ساعة عمل!



تلفزيون الفجر الجديد- مع حلول الساعة السادسة والنصف من صباح كل يوم، يغادر الشاب "فاضل" ذو الرابعة والعشرين عامًا، منزل عائلته في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، متوجهًا إلى عمله في أحد المصانع بمنطقة الزيتون جنوب مدينة غزة باحثًا عن لقمة العيش التي يحاول من خلالها إعالة نفسه وعائلته.

فاضل الذي لا يزال أعزبًا وهو الشاب البكر لعائلته المكونة من 13 فردًا، لم يتمكن من إكمال دراسته بعد الثانوية العامة، وفضّل البحث عن عمل يعيل به عائلته مع والده الذي فقد عمله مع بداية انتفاضة الأقصى الثانية ومنع الاحتلال الإسرائيلي للعمال في غزة من العمل داخل مناطق الخط الأخضر.

تنقّل "فاضل" بالعمل من مكان إلى آخر أملاً في الحصول على فرصة أفضل يستطيع من خلالها الحصول على عمل ثابت، إلا أنّه لم يكن يتوقع أن تكون فرصته النادرة في الحصول على هذا العمل، قاتلة لكل أحلامه التي بدأت تتلاشى منذ أن أصبح يتحمل مسؤولية إعالة عائلته باكرًا، فأصبح مثقلاً بالهموم الملقاة على عاتقه.

ومع الظروف الصعبة التي يعيشها فاضل وعائلته، إلا أنه تشبث بالعمل على الرغم من قلة ما يحصل عليه مقابل ساعات العمل الطويلة، حيث يتحصّل على 20 شيكلاً فقط مقابل 12 ساعة عمل يوميًا تبدأ مع السابعة صباحا وتنتهي في ذات الوقت مساءً.

في بداية عمله بالمصنع الذي فضل عدم الاشارة الى اسمه منذ 3 سنوات كان فاضل كما يقول لـ "القدس" دوت كوم، لا يستطيع توفير سوى 8 شواكل من أصل الـ 20 التي يتحصل عليها، حيث أنه يصرف 12 شيكلا كمواصلات ذهابا وإيابا من وإلى المصنع، إلا أنه لم يستطع التحمل حتى عمل على شراء"دراجة هوائية" يخرج فيها باكرا حتى يصل إلى العمل على موعده بهدف توفير المبلغ الذي يتحصل عليه بشكل كامل لكي يتمكن من إعالة عائلته.

ويشير إلى أنه خلال الساعات الـ 12 التي يعمل فيها لا يتم توفير أي وجبات غذائية للعمال الذين يبلغ عددهم نحو 13 عاملاً. مشيرًا إلى أنه يضطر يوميًا لشراء "ساندويتش" واحد فقط بمبلغ "شيكل واحد فقط" ليسد جوعه ويتحمل ساعات العمل الطويلة.

يقول فاضل بحسرة كبيرة بدت على ملامح وجهه "إن ظروف الحياة التي أعيشها مع عائلتي وكذلك الواقع الصعب في غزة يجبرني على الاستمرار في العمل بالرغم من قلة ما أحصل عليه". مبينًا أنه لا يملك أي خيار آخر في مواجهة الظروف الحالية وعدم وجود أي أفق بالعمل في مكان أفضل.

وأضاف "قلة المصانع التي تعمل في غزة بسبب الواقع الاقتصادي الصعب وعدم قدرة هذه المصانع التي لا زالت تعمل بشكل محدود على استيعاب عدد كبير من العمال تكون الفرصة نادرة أمام الحصول على فرصة للعمل ولذلك يجبر الشاب على استغلالها".

ويعاني قطاع غزة اقتصاديًا مع استمرار فرض الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المواد الخام، بالإضافة إلى الحروب الثلاثة التي تعرض لها القطاع وما خلفته من أضرار جسيمة في المنشآت الاقتصادية والزراعية وغيره.

وعشية يوم العمال العالمي، أظهرت إحصائية نشرها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، أن 70% من عمال القطاع يقبعون تحت خط الفقر المدقع، وأن نسبة البطالة وصلت إلى 60%.

ووصف الاتحاد واقع العمال العام الماضي بأنه الأسوأ في تاريخ الحركة العمالية في فلسطين مع ارتفاع أعداد العمال العاطلين عن العمل إلى ما يقرب من 213 ألف عامل. مرجعًا ذلك للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 10 سنوات، والذي أثّر بشكل مباشر على كافة مناحي الحياة.

وأشار إلى أن 40 ألف عامل كانوا يعملون بصورة مباشرة في قطاع البناء والإنشاءات، و30 ألف بصورة غير مباشرة. إلا أن الحصار وإغلاق المعابر عطل هذا القطاع بشكل شبه كامل.

وبلغ عدد عمال القطاع الزراعي قبل الحصار قرابة 35 – 40 ألف عامل، ولكن مع استمرار إغلاق المعابر ونقص المواد اللازمة من مبيدات حشرية وأسمدة زراعية وقلة الدعم لهم، تراجعت أعداد العمال إلى 15 ألف عامل.

وبلغت أعداد عمال الخياطة والغزال والنسيج في السابق 9 آلاف عامل، لافتًا إلى انه رغم انخفاض قدرات المصانع الإنتاجية الفعلية التي لا تتجاوز 20%، إلا انها استطاعت تشغيل نحو ألف عامل في هذا القطاع.

وبحسب الاتحاد، فإن قطاع الصناعات المعدنية، شهد تقلصًا بنسبة المصانع العاملة، بعد أن كان يضم 3900 مصنع، منوها أنه كان يعمل فيه ما يزيد عن 23 ألف عامل، فضلا عن تدمير الاحتلال قرابة 500 منشأة صناعية خلال العدوان الأخير.

واستعرض الاتحاد نتائج أضرار المنشآت المتضررة بسبب عدوان عام 2014، وقال إن عدد المنشآت المتضررة في القطاع الصناعي بلغ 936 منشأة، منوها إلى أن المنشآت المتضررة في القطاع التجاري بلغت 3227 منشأة، وقطاع الخدمات 1171 منشأة، وقطاع السياحة 93 منشأة.

وأضاف أن عملية حصر أضرار العاملين الذين تأثروا من الحرب وفي استهداف المنشآت الاقتصادية في مختلف القطاعات تجاوز 29,845 عاملاً وكان غالبية المتعطلين عن العمل في قطاع التجارة حيث بلغت نسبتهم 32%".

وعلى صعيد قطاع الصناعات الخشبية، أشار إلى تأثره بالإغلاق والحصار والمنع، حيث تم إغلاق ما يزيد عن 500 مصنع، ومنجرة للأثاث، وفقدان أكثر من 5000 عامل لعملهم.

أما قطاع الصيد البحري، أشار أن الاحتلال اعتقل 70 صيادا وصادر 40 قاربا منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال في 26 آب 2014.

وأوضح أن هذا القطاع يضم 4 آلاف صياد 60% منهم يزاولون مهنة الصيد، لافتًا إلى أنه خلال الفترة الحالية يجمع الصيادون قرابة 1000 – 1800 طن سنويًا، وهي كميات قليلة، لأن مسافة الصيد تقلصت إلى 4-6 أميال وهي منطقة بالنسبة للصيادين صحراوية تخلو من الأسماك الكبيرة".

 

المصدر: القدس دوت كوم

الرابط المختصر: