لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

إيمان …99.1 اكتسحت بهنّ المرتبة الأولى على مدرسة بنات عنبتا الثانوية



تلفزيون الفجر الجديد- تقرير: إيمان فقها– أمسك بطفلته الصغيرة وقال :"تعالي يا حبيبتي سأحدثك عن طفلة أكبر منك بقليل، وجهها زيّنه الإيمان بكل تفصيل صغير، فلم تحصد إلا التفوق، هيّا بنا سويّاً، فبلدة عنبتا شرق مدينة طولكرم بجوفها حكاية تفوق لا مثيل لها، أريدك مثلها، أريدك كـإيمان".

هي جميلة أكثر من أيّ كلام، وجهها الطفولي يعبق بمزيج زهور تفوح بكل جميل، وبين طيّاتها تخبئ حكايا تفوّقٍ لا تُجسدّ إلا بكتب سترصدها بالمستقبل كشخصية بارزة، فهي تلك الطفلة التي حصدت معدل 99.1 لتكون الأولى على مدرسة بنات عنبتا الثانوية.

إيمان شهير يعقوب، زهرة كرمية بعمر 17عاماً، من الصف الأول الثانوي التجاري، لم تمرّ سنواتها الدراسية كأيّ شيء اعتيادي، سهرت، تعبت، فحصدت جلّ ذلك لتكون في القمة كمرتبة تستحقّقها بعد كل هذا العناء.

من تكون إيمان؟ ما سرّ هذا التفوق؟ ولمن أهدته؟ وما الأجواء التي  سكنت بها وسكنتها لتكون كما هي الآن؟ أسئلة وغيرها أجابتنا عليها الطالبة المتفوقة من بلدة عنبتا إيمان يعقوب.

عن سر هذا التفوق، تقول إيمان يعقوب :" لا أبالغ إن قلت أنّ سر إبداعي بالمقدمة هوَ نور الله، وكلّ نور بعده سراب، ثمّ والداي اللذان غرسَا في حياتِي فكرة أني أمة للهْ أي عبدة له، وأنّي مكرمة بآية ذكرت خصيصاً من أجلي، وأنّي شجرة عليّ أن أثمر، وبذرة عليّ أن أزهر  أينما وضعنِي الله".

تكمل يعقوب :"بالنسبة لتحصيلي المرتفع بالمدرسة، منذُ الصغر وأنا أحب الدراسة ولم أكن مجبرة عليها، بل من نبع متدفق يؤمن بأهميته في هذه الحياة، كبرت وكبرت معي أفكاري، والذي دعمها أكثر هو تعقلي وفهمـي وإدراكي، لذلكَ كان لديّ حب للدراسة".

الفرع التجاري مع التفوق المتراكم..

تستكمل يعقوب :"إيماني أنّ الأحلام خُلقت لتتحقق، دخلت الفرع التجاري وصدمتُ كل من يعرفني من عائلة، أقارب، معلمات، ومعارف، وذلك بسبب أني فتاة متفوقة لا يليقُ بها الا العلميِ كفرع حسب أفكار كل من حولي، لكن أحمد الله اني لم أفكر مثلهم".

خرجت إيمان عن روتين الأفكار التقليدية، فهي أرادت أن تعيش حلمها، وتجعل منه حياة لها، أردات أن تتعب، تبدع، تتفوق، تغامر، ولمْ تأبه لأي أحدٍ كان ينقص من قيمتها أو قيمة الفرع التجاري ، وإنما آمنت بنفسها فقط.

وبعد فترة حصدت إيمان ما تعبت، حيث تذكر :"حقاً فرحة وفخورة في الوقت نفسه بما أنجزت، ولستُ نادمة على تخصصي التجاري أبداً، بل حمدتُ اللهْ على نعمة البصيرة التي جعلتني أفهمُ نفسي وما الذي أريده بهذه الحياة".

 

جوائز عديدة حصدتها إيمان..

أما عمّا امتلكته من جوائز فتتحدث يعقوب :"شاركت بمسابقة المناظرة لأثبت ذاتي، وحبي بالمشاركة بالعديد من المسابقات أهمها مسابقة (هيا نقرأ) في عمر الحادية عشر وحصدت المرتبة الثانية على محافظة طولكرم، والمسابقة الثقافية بعمر الثالثة عشر وحصدتُ المرتبة الأولى على وادي الشعير 'مدارس وادي الشعير'، ومن ثمَ دخلتُ بمسابقة المناظرة لشدة حبي بقراءة الكتبْ واللغة العربية، التّي هيَ بالنسبة لي معتقدٌ وصلاة فآمنتُ بحروفها وكفرتُ بحروف اللغات من بعدها".

تتابع يعقوب :"أردت أن أُكمل سلسلة مشاركاتي حتى لا أندم على كل لحظة قضيتها بالمدرسة دون المشاركة بفعاليات تبقى في ذاكرتي، أما عن طريقة دراستي فأنا لأ ادرس في الأوقات جميعها ولا أضغطُ نفسي، بل تتخللُ ساعات دراستي نوعاً من الاستراحة والصلاة وقراءة كتب أخرى، وعندما أدرس لا أدرس للعلامة فقط وإنما لفهم ما يجري حولي وهوَ الأمر الذي ساعدني على تفوقي في الفرع التجاري".

أما عن الأجواء التّي شجعت يعقوب فتذكر :"لقائي العابر بمشرف الإدارة الذّي زار مدرستي، وقام بالتعرف عليّ بعد الفضول الذي اعتراهُ عند رؤية علاماتي ومعرفته بأني الأولى على مدرستي وختم قوله ب ( عرفت الإبداع والتألق بإيمان، ومن سيذكر الإبداع، المغامرة، التألق، الفكر المتحضر، والبصيرة، فهو يذكر إيمان أمامِي)".

تستكمل يعقوب :"أيضاً حبي لأن أثبت لوالدتي العزيزة أني أحب فرعي وأودّ الابداع به بطريقة جميلة، ومعلماتي اللواتي آمنّ بي ورفعن سقف توقعاتهنّ بابداعي، أما عن طموحي فهو الدراسة بكلية الاقتصاد فرع المحاسبة، والذّي أتمنى أن يكونَ بجامعة  بيرزيت المشهورة لدينا بأنها أقوى الجامعات في علم المحاسبة، ولا أتوقف بل أكمل درجة الماجستير والدكتوراة وأعود بشهادة جامعية تليق بفتاة مستخلفة في الأرض ، وأمارس قدراتي في فلسطين الحبيبة".

أما عن هدف إيمان فقد وضعته بنفسها، والذي شجعها عليه في بداية الأمر شقيقتها التي زادت من إرادتها، وصديقاتها اللواتي آمنّ بها بشكل كبير.

شكرٌ لمن وقف بجانبي..

للوالدين سرّ الإدباع الذي امتلكته إيمان، حيث تلقي كلمات شكر واسعة لهما على ما قدماه لها وتقول :"أود أن أحمد الله على نعمته وعظيم توفيقه، فالحمدلله يوماً وشهراً دهراً وحباً، ومن ثم والدتي التّي أرادت لي شيئاً، وأردتُ لنفسي شيئاً آخر ولكن لولا رضاها ودعواتها ما كنت وصلت إلى ما وصلتُ إليه، وإلى والدي العزيز إلى شعلة النور في ظلمة حياتي".

أما عن البيت الثاني والعائلة التي احتضنت إيمان فتشكر معلماتها ومديرتها وصديقاتها اللواتي وقفن بجانبها قائلة :"إلى مديرتي الفاضلة التي أنبتت في قلبي عزيمة لا تخبو و همة لا تضمر، وإلى معلماتي الرائعات اللواتي تقف كلمات الشكر عاجزة أمام عطائهن، أشكركنَ شكراً تعجز الجبال الرواسخ عن حمله، وإلى كل من وقف بجانبي وساعدني سواء بكلمة أو بدعوة صادقة من قلبه، من أخواني وصديقاتي، لولاكم جميعاً ما كنتُ وصلت إلى هنا، وأيضاً لا أنسى أن أشكر نفسي التي تحملت وتعبت وسهرت فأنجزت".

تختتم إيمان برسالة لمن يقرأ هذا التقرير قائلة :"أود أن أقول لكلّ من سيقرأ كلماتي أن الأحلام خلقت لتتحققْ، آمن بنفسك وبقدرتك، ركز على ما تريد واتعب وسيحققه الله لك، ولا تبتئس أبداً فكل الذي سبقوك إلى النجاح قالوا (إنما لذة التفوق تكمن في تعبِ الطريق)".

الرابط المختصر: