لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

لماذا حاول الشاب رزق أبو ستة الانتحار؟



تلفزيون الفجر الجديد – إن القصة تبدأ من الرؤوس المعلقة للمارة، ينظرون إلى برج الإرسال الذي يعلو عمارة الدحدوح المقابلة لجامعة الأزهر، فعلى ذلك البرج، وتحديداً على قمته، يقف الشاب رزق أبو ستة (37عاماً)، فيما بدا كمحاولة للانتحار.

القضبان الحديدية لبرج الإرسال هي الوحيدة التي تحمي أبو ستة من السقوط، ولا تتحرك سوى يديه، ليكشف وجهه حيناً ويغطيه حيناً.

وبحسب أحد العاملين في جهاز الدفاع المدني والطوارئ، "إنه يفعل ذلك كي لا يصاب بالدوار".

ويتابع دون ذكر اسمه لاعتباراتٍ وظيفية "ان الوضع خطير، فإذا أصابه الدوار قد يقع سهواً".

وتواجدت "بوابة الهدف" فوق سطح البناية الذي يملأه رجال الأمن والاسعاف، وبعض الشخصيات الاعتبارية كالقائد في حركة فتح إبراهيم أبو النجا، إضافة إلى والدة الشاب فاطمة أبو بكرة، والجميع يحبس أنفاسه خوفاً من أن يرمي الشاب نفسه من فوق برج الإرسال.

وقال قريبه د.حسام أبو سته للهدف "إنه لا يرد على هاتفه المحمول، لقد حاولنا التواصل معه ولكن دون فائدة".

وتابع "إن راتبه مقطوع منذ سنوات عدة، فهو موظف في السلطة الوطنية، وقد فقد الأمل بعد أن توجه إلى عديد من الجهات كي يعود راتبه".

وحول بداية الحدث يقول شهود عيَان من المكان، أن بعض سكان العمارة لاحظوا شابًا يصعد إلى أعلى برج الإرسال، ما جعلهم يبلغون الجهات الأمنية المختصة.

 وسرعان ما انتشر الخبر بين الناس وطلبة الجامعات الذين احتشدوا في المكان بالمئات؛ بين مستغربٍ وساخر ومشفق، والغالبية يقودهم الفضول البحت.

يتصاعد التوتر على سطح البناية، خاصة مع مرور أكثر من أربع ساعات على الحادثة، دون تطورات، فالشاب يقف مكانه متسمراً، كأنه علق بين القضبان الحديدية.

تناقل المتواجدون على السطح أن الشاب رزق، رد أخيراً على هاتفه النقال، وبدأ بالتواصل مع أحد الضباط، ليتلقى وعود كثيرة بحل إشكالية قطع راتبه، إلا أن رزق أصر على البقاء طالما أنه لا توجد ضمانات لهذه الوعود التي يتلقاها.

تقول والدته للـ"الهدف" "رزق ابني الوحيد من زوجي الشهيد، ولديه خمس بنات وولدين، ومقطوع راتبه منذ خمسة أعوام، وعليه الكثير من الديون"

والدة رزق وهي أٍسيرة محررة بعد 12 عاماً قضتها في سجون الاحتلال، انهارت وهي تنتظر، وأخذت تصرخ باكية "أمانة.. احكولي حينزل رزق؟..،حشوفه تاني..؟"

وتضيف للـ"الهدف" أنها لا تريد أي رواتب أو وعود خاصة من القادة والتنظيمات، بل تريد أن يعود ابنها، متابعة "صحيح فلسطين غالية علينا، ولكن أولادنا غاليين كمان".

الحشود تزداد تحت البناية، والصحافيون كذلك، ووالدة رزق يزداد انهيارها، ما دفع أحد رجال الإسعاف إلى قياس ضغط دمها خوفاً عليها من أي مضاعفات.

يبدو أن الضمانات اللحظية التي قدمها مفاوضون مع الشاب عبر الهاتف كانت كافية كي ينزل بضعة أمتار على القضبان الحديدية.

محاولات طمأنة والدته ازدادت حماسة وصدقاً، بعد أن كانت مجرد محاولات يائسة لتهدئة روعها.

 ولكن الشاب رزق أثار القلق من جديد حين توقف مرة أخرى، ما أثار شكوك رجال الدفاع المدني الذين وضعوا مراتب هوائية تحت برج الإرسال.

إلا أنه لم تكن هناك حاجة للمراتب، فبعد عشرة دقائق استكمل رزق نزوله البطيء، وقبل بضعة أمتار من قاعدة برج الإرسال تناوله رجال الدفاع المدني.

استقبلت فاطمة أبو بكرة ابنها بالأحضان والبكاء قائلة "ما في شي بسوى روحك يما".

وقال القائد في حركة فتح ابراهيم ابو النجا في تصريح للإعلاميين بمجرد نزول الشاب رزق " تم حل مشكلة رزق بشكل كامل، وبتدخل من سيادة الرئيس محمود عباس".

والشاب رزق هو واحد من بين 300 موظفاً مدنياً وعسكرياً مقطوعة رواتبهم من قبل الحكومة في رام الله، بسبب تقارير كيدية.

انخفضت الرؤوس التي كانت تراقب من بعيد ذاك الشاب الذي يرتدي ألواناً غامقة، وقد تكون انخفضت أعداد المقطوعة رواتبهم واحداً، لكن لا أحد يدري أي برج إرسال سيكون التالي!

الرابط المختصر: