لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

تل أبيب تُخفف تصعيدها وتؤكّد عدم نيتها بشنّ هجوم ضدّ أنفاق حماس



تلفزيون الفجر الجديد – كشفت مصادر سياسيّة وأمنيّة إسرائيليّة مُتطابقة اليوم الثلاثاء النقاب عن أنّ الحكومة الإسرائيليّة لن تتخذ قرارًا بشنّ عدوانٍ جديدٍ على قطاع غزّة، بعد الكشف عن أنّ حركة حماس تقوم بحفر الأنفاق، التي يُقال إنّها تصل إلى داخل العمق الإسرائيليّ في جنوب الدولة العبريّة.

وقال مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، إنّه توصّل إلى هذه النتيجة بعد أنْ قام بإجراء محادثات ولقاءات مع كبار قادة الجيش الإسرائيليّ وكبار المسؤولين في الأجهزة الأمنيّة الأخرى، على حدّ تعبيره.

ولفت المُحلل إلى الأقوال التي أدلى بها يوم الجمعة الماضي، القياديّ في حماس، إسماعيل هنيّة، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي قال إنّ كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، حفرت الأنفاق لتدافع عن غزة، وتحصّنها وتحميها، وتشكل نقطة الانطلاق نحو بقية أرض فلسطين.

وأضاف هنية خلال خطبة الجمعة، التي ألقاها في المسجد العمري الكبير، في مدينة غزة، أنّ شهداء القسام السبعة، الذين ارتقوا في انهيار نفق للمقاومة، قضوا بين معركتين، الأولى العصف المأكول (الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع)، ومعركة الإعداد والبناء. واستدرك قائلاً في خطبته إنّ الإعداد والبناء بمثابة معركة، وليس كما يظن البعض بأنّ التهدئة للاستراحة، وكتائب القسام تثبت دومًا أنّ الهدنة معركةً لبناء وتطوير القوة، والاستعداد لأية معركة قادمة مع العدو الصهيوني، على حدّ قوله.

أمّا رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، فقد جدّدّ هجومه على السلطة الفلسطينية وحركة حماس، ومتوعدًا بهجوم غير مسبوق على قطاع غزة، حسب قوله. وجاءت تصريحات نتنياهو التي أدلى بها أمام سفراء أجانب بعد وقت قصير من العملية التي نفذها الشهيد الشرطي أمجد سكري، حيث قال إنّ الفدائي سكري يتقاضى راتبًا من السلطة، متهمًا السلطة بأنّها تحرض وتدفع بالإرهاب ضد إسرائيل، بحسب ما ذكر. وامتنعت السلطة الفلسطينية بكل أذرعها عن التعليق على العملية التي نفذّها الشهيد سكري، وهو عسكري في الشرطة الخاصة برتبة رقيب أول، ويعمل مرافقًا شخصيًا لرئيس نيابة رام الله أحمد حنون.

وعلق نتنياهو، كما أفادت (هآرتس) أنّ محمود عبّاس لم يدن الهجوم الذي نفذه أحد رجاله في الوقت الذي نحن ندين ونحارب الإرهاب، لذا ينبغي على المجتمع الدولي أنْ يتحرك ويتوقف تصريحات حركة حماس الأخيرة عن مرحلة الإعداد والتجهيز للمعركة القادمة مع الاحتلال لقيت اهتمامًا لدى نتنياهو والإعلام الإسرائيليّ، وتحديدًا بعد مهرجان تأبين شهداء النفق الذي أقامته الحركة وتوعدت فيه كتائب القسام بزلزلة الأرض تحت أقدام الاحتلال.

وحذّر نتنياهو حماس من تنفيذ أيّ هجمات ضد أهداف إسرائيلية، قائلاً: إذا تعرضنا لهجوم من أنفاق قطاع غزة التي تبنيها حماس، فإننّا سنعمل بقوة ضدّها، وسنشن هجومًا غير مسبوق مع كثافة أكبر من تلك التي استخدمناها خلال الجرف الصامد، ستعمل كل قواتنا بحزم وقوة صلبة، على حدّ تعبيره. وجاء تصريح نتنياهو بعد يومين من تحميله المسؤولية عن تطور الأنفاق واندلاع الانتفاضة من قبل رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، الذي قال إنّ نتنياهو ويعلون يوفران الحماية لقادة حماس بالامتناع عن اغتيالهم، وهو ما دفع الحركة لتطوير الأنفاق، هذا بالإضافة لفشل الحرب الأخيرة على غزة، وفق قوله.

وفي سياق متصل، وتعقيبًا على تصريحات القسام،، قال جنرال احتياط في الجيش الإسرائيليّ إنّ هناك حسابًا مفتوحًا بين حركة حماس وإسرائيل، لكنّ إسرائيل ربمّا أخطأت في تقدير قوة حماس، كما قال. وأضاف لصحيفة “معاريف” قائلاً إنّ حماس أصبحت اليوم مؤسسة عسكرية متكاملة وتقاتل بدافع ديني وتمتلك جيش شبه منظم استعدادًا للجولة القادمة، على حدّ وصفه. ولفت المُحلل هارئيل إلى أنّ التصريحات الهجوميّة جاءت ممّا يُسّمى وفق المُعجم الإسرائيليّ باليسار الصهيونيّ، حيث قال رئيس حزب المعسكر الصهيوني وزعيم المعارضة الإسرائيليّة، النائب يتسحاق هرتسوغ، إنّه يتحتّم على حكومة نتنياهو التوقّف عن التلعثم، وأنْ تُصدر الأوامر للجيش الإسرائيليّ بتفجير الأنفاق وإحباط هذا التهديد، الذي بات إستراتيجيًا على الأمن القوميّ للدولة العبريّة.

من ناحيته، قال النائب من الحزب عينه، الجنرال المتقاعد عومري بار ليف، إنّه يجب على الحكومة الإسرائيليّة أنْ تُبادر لعملية عسكريّة هجوميّة ضدّ الأنفاق، وإلّا تنتظر أنْ تقوم حركة حماس بتنفيذ الهجوم، بحسب قوله. وبحسب المصادر الأمنيّة التي تحدثت لصحيفة (هآرتس) اليوم فإنّ المنظومة العسكريّة الإسرائيليّة تعمل على تهدئة الأوضاع، وأنّها أكّدت على أنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بمساعٍ حثيثةٍ للكشف عن الأنفاق الهجوميّة، التي تمتد من قطاع غزّة إلى جنوب الدولة العبريّة.

مع ذلك، نقل المُحلل عن المصادر عينها قولها إنّ قادة الجيش الإسرائيليّ ليسوا معنيين بمُواجهةٍ جديدةٍ مع حماس، ولكن في حال توصلّت المنظومة الأمنيّة في تل أبيب، إلى قناعةٍ ومعرفةٍ بأنّ حركة حماس تنقوم بتنفيذ عمليات بالضفّة الغربيّة المُحتنلّة، فإنّ الجيش الإسرائيليّ لن يتورّع عن شنّ الهجوم عليها في قطاع غزّة.

وشدّدّ المُحلل أيضًا على أنّه في مقابلةٍ أدلى بها أمس وزير الأمن الإسرائيليّ، موشيه يعلون للإذاعة العبريّة العامّة قال إنّه منذ أنْ انتهت عملية الجرف الصامد في صيف العام 2014 لم تقُم حماس بإطلاق أيّ صاروخ أوْ قذيفة باتجاه إسرائيل، على حدّ قوله.

الرابط المختصر: