لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

الاضرابات الفردية بين النجاح وتغييب القضية الجماعية للأسرى



تلفزيون الفجر الجديد – يدخل الاسير الصحفي محمد القيق يومه السبعين في الاضراب المفتوح عن الطعام، وسط تدهور وضعه الصحي رفضا لاعتقاله الاداري والتهم التي وجهتها سلطات الاحتلال له بممارسة التحريض من خلال عمله الاعلامي.

ويقبع في سجون الاحتلال الاسرائيلي نحو 700 اسير في الاعتقال الاداري الذي حافظت عليه سلطات الاحتلال ضمن  قوانين الطواريء لعام 1945 التي سنها الاستعمار البريطاني وتطبقه على الاسرى الفلسطينيين،  إضافة الى كثير من مجالات تحكمها مثل مصادرة الارض وحرية الحركة وغيرها، ويناط الامر بالمستوى العسكري اكثر من السياسي في تطبيق مثل هذه القوانين.

يقوم الاعتقال الاداري على اعتقال الافراد دون توجيه تهمة واضحة للاسير، تتم محاكمته وفقها ، بل هو اعتقال تعسفي قائم على شبهات غير مثبتة او على قناعات لدى سلطة تنفيذية يتم تحويلها الى ما بات يعرف ب"الملف السري"، والذي عادة ما تصوغه هيئة تنفيذية ممثلة بجهاز المخابرات وخارج السلطة القضائية.

وطالما كان الاعتقال الاداري احد الاسباب الدافعة للاضرابات الفردية عن الطعام داخل سجون الاحتلال، والتي بدأت تطغى على الاضرابات الجماعية، فقد بدأها الاسير المحرر خضر عدنان حين اعلن اضرابه عن الطعام في شهر يناير 2012 لمدة شهرين، فاتحا المجال بعد ذلك لعدد من الاسرى لخوض اضرابات مماثلة ابرزهم بلال ذياب وثائر حلاحلة لمدة 76 يوما، وايمن الشراونة الذي خاض عدة اضرابات مجموعها 260 يوما متفرقات، والاسيرة هناء الشلبي التي تم ابعادها الى غزة بعد 44 يوما من الاضراب، واخرهم المحامي محمد علان الذي افرج عنه بعد اضراب طويل وقاس.

الاضرابات الجماعية اكثر نجاعة
وقال رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع لـ"وطن للأنباء" ان تجربة الحركة الاسيرة داخل السجون اثبتت ان الاضرابات الجماعية هي الاكثر نجاعة  وفائدة للاسرى، وتحقق النتائج المطلوبة وتحسن الشروط الجماعية للاسرى داخل السجون.
واضاف قراقع "دائما ندعو الى ضرورة وحدة وحدة المعقتلين وتوحيد برامجهم وخطواتهم النضالية داخل السجون لمواجهة القوانين العنصرية الهمجية التي تستهدفهم جميعا".

يذكر ان اول اضراب عن الطعام خاضه الاسرى الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية اوائل عام 1968  لمدة ثلاثة أيام؛ احتجاجاً على سياسة الضرب والإذلال التي كانوا يتعرضون لها على يد الجنود الإسرائيليين، وللمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية. ثم توالت بعد ذلك الإضرابات عن الطعام.

من جانبه قال الاسير المحرر خضر عدنان مفجر الاضرابات الفردية في السجون ان ما يحدد نجاعة الاضراب داخل السجون هو "الجدية" سواء كان فرديا او جماعياً.

واضاف عدنان لـ"وطن للأنباء"، ان الاضراب داخل السجون سواء كان فرديا او جماعيا يلقى صداه بين الشعب ويحظى بالدعم طالما كان جديا، وهو ما بات يحظى به الاسير محمد القيق الذي دخل في مرحلة صحية خطرة بعد 70 يوما من الاضراب.

وخاض الاسرى الفلسطينيون اكثر من 26 اضرابا عن الطعام، استشهد  عدد منهم خلالها كان اولهم الشهيد عبد القادر أبو الفحم الذي استشهد بتاريخ 11/7/1970، خلال إضراب سجن عسقلان، ومروراً بالشهيد راسم حلاوة وعلي الجعفري واللذين استشهدا بتاريخ 24/7/1980 خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد على أثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بتاريخ 14/10/1992 في إضراب سجن عسقلان.

ومن ابرز الإضرابات المفتوحة عن الطعام اضراب 11/12/1976، والذي انطلق من سجن عسقلان؛ واستمر لمدة (45) يوماً سمحت بموجبه إدارة السجن بإدخال القرطاسية وتسلم الأسرى لمكتبة السجن كمراسلة الاهل وتحسين نوعية وكمية الطعام واستبدال فرشات الأسرى"الجومي "المهترئة، الى جانب اضراب  نفحة في  14 تموز 1980، حيث تم مهاجمة المضربين عن الطعام بقسوة وعنف من قبل سلطات السجون في مسعى لكسر الاضراب الذي استمر، فلجأت ادارة السجون الى أسلوب الإطعام القسري ما ادى الى استشهاد الاسير راسم حلاوة يوم 21 تموز، والأسير علي الجعفري وكاد يلحق به الأسير إسحق مراغة لولا وجود المحامية ليئا تسيمل في مستشفى السجن. وقد توفي الأسير إسحق لاحقاً، بعد سنتين من ذلك متأثرًا بما أصابه. وقد قضى أيضًا خلال هذا الإضراب الأسير أنيس دولة.

الثمن الباهظ
واوضح عدنان ان الاسير يضطر الى خوض الاضراب الفردي بسبب الظلم الواقع عليه ولمواجهة قوانين الاحتلال العنصرية وخاصة الاعتقال الاداري الذي كانت هناك محاولات عدة لكسره لكنها لم تنجح.

اما قراقع فيرى ان الاضراب الفردي يكلف الاسير ثمنا باهظا كونه يواجه سلطات الاحتلال والسجون بمفرده والتي تستفرد به، مضيفاً " حين يضرب 6 الاف اسير عن الطعام بشكل جماعي، فإن  ذلك سيكون اكثر نجاعة وضغطا على سلطات الاحتلال اكثر من اضراب اسير بشكل فردي .

تراجع الاضرابات الجماعية
ويلاحظ المتابعين لشؤون الحركة الاسيرة تراجع حدة الاضرابات الجماعية في سجون الاحتلال، لاسباب مختلفة، اذ ارجع قراقع ذلك
الى ضعف الحركة الاسيرة التي لم تعد قوية كما كانت سابقا، بسبب ترهل وضعف ،التنظيمات والفصائل داخل السجون، وهو الامر الذي يستوجب منها اعادة وحدة الحركة الاسيرة لمواجهة القوانين الاسرائيلية.

واضاف قراقع ان اسرائيل تفرض قوانين ضد الاسرى تحتاج الى مواجهة على المستوى الدولي، وبرلمانات دول العالم خاصة ان تلك القوانين تشرع الانتهاكات ضد الانسان وضرب القوانين الدولية بعرض الحائط.

اما خضر عدنان فاكد ان اساب تراجع الاضراب الجماعي داخل السجون يرجع الى قيادة الاسرى وتقسيم السجون حسب المناطق (غزة، الضفة، شمال، جنوب) اضافة الى تأثير الانقسام بشكل كبير على السجون وفرق الاسرى عن بعضهم البعض.

واضاف عدنان ان الاضراب الفردي لا يعني رفض الاضراب الجماعي، لكن بعد اخفاق اضراب 2004  لم يكن هناك اضراب جماعي وشامل، مشيرا الى تنامي عقدة الاخفاق من الفشل من تحقيق النتائج المرجوة في الاضراب الجماعي، بسبب الضغوط التي تمارسها سلطات السجون على الاسرى

يذكر ان آخر إضراب جماعي خاضه الأسرى يعود إلى عام 2012، عندما أضرب نحو ألف أسير عن الطعام لمدة 28 يوما متتاليا من أجل وقف العزل الانفرادي والحد من الاعتقال الإداري ومطالب أخرى حياتية.

كسر الاعتقال الادري
ويسعى الاسرى الادرايين داخل السجون منذ سنوات الى الغاء الاعتقال الاداري، لكن محاولاتهم لم تنجح حتى اليوم.
وحول الآلية التي يمكن ان تشكل مدخلا لكسر هذا الاجراء، قال قراقع "ان كسر الاعتقال الاداري يمكن ان يتم لو خاض الاسرى الاداريين جميعهم اضرابا جديا عن الطعام، مع دعمه من الخارج عبر المؤسسات القانونية والشعبية".

يذكر ان سلطات الاحتلال اوقفت الاعتقال الاداري بعد عام 1977 حتى عام 1985 ثم اعادت العمل به عام 1985 حيث شنت في آب وايلول من نفس العام حملات اعتقال اداري شملت قادة العمل الطلابي والنقابي والتطوعي، لتستمر الحكومات المتعاقبة في ذلك دون توقف.

الرابط المختصر: