لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

انتفاضة القدس في شهرها الثالث.. موت لا يتوقف ومقاومة بالعدوى



تلفزيون الفجر الجديد – تدخل الانتفاضة الفلسطينية اليوم شهرها الثالث، ولا أحد يستطيع حصر أعداد الشهداء وجرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ففي كل ساعة يرتقي شهيد جديد، ويواصل الاحتلال انتهاكاته وجرائمه بحق شعب أعزل لا يملك سوى الحجر ليدافع عن نفسه.

منذ بداية الانتفاضة في تشرين الأول من العام الجاري ولغاية الآن استشهد 108 فلسطينيا من بينهم 24 طفلا وخمس سيدات، وجرح أكثر من 13500 مواطن، فيما تم اعتقال حوالي ثلاثة آلاف فلسطيني، من بينهم 292 طفلا و105 مواطنات، وأغلق الاحتلال 3 إذاعات فلسطينية واعتدى على عشرات الصحفيين بأشكال مختلفة.

إعدامات ميدانية

اتخذت إسرائيل أسلوبا جديدا في قتل الفلسطينيين، وأصبحت الحواجز العسكرية كمائن لإعدام الشباب الفلسطيني بدم بارد وأمام الملأ، بحجة محاولتهم طعن جنود، وأبرزت الكثير من تسجيلات الفيديو، مقاطع توضح تعمد الاحتلال إعدام الفلسطينيين وإطلاق النار عليهم في أماكن قاتلة بجسدهم لمجرد الاشتباه بهم، على الرغم من إمكانية إصابتهم بالقدمين أو اعتقالهم، وهذا ما حصل مع الشهيدة هديل الهشلمون من الخليل التي اعترف الجنود الذين أطلقوا النار عليها بأنه كان بإمكانهم اعتقالها بدلا من قتلها.

تأتي هذه الممارسات بالتزامن مع سن الكنيست الإسرائيلي لقوانين مجحفة بحق الفلسطينيين، تشرّع قتل الفلسطيني لمجرد الاشتباه به، وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي، وتسليح المستوطنين في الضفة الغربية، وإبعاد النشطاء من القدس إلى خارجها وسحب هويات العائلات المقدسية.

من جهة أخرى، تصاعدت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية وتهويد القدس، وقام “نتنياهو” بتمويل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، فيما يهدد المستوطنين العائلات الفلسطينية بحرقهم كما فعلوا مع عائلة دوابشة من نابلس.

الأطفال هم الهدف

يحاول الاحتلال الإسرائيلي قمع الأطفال وإرهابهم، من خلال اعتقالهم والتنكيل بهم والضغط عليهم أثناء التحقيق كما حصل مع الطفل أحمد مناصرة الذي تركته الشرطة الإسرائيلية ينزف وحققت معه بوحشية، ناهيك عن القوانين التي أصدرها الاحتلال بمحاكمة القاصرين واعتقالهم إداريا لمدة ثلاثة شهور، الأمر الذي يشكل رادعا عند بعض الأطفال ويثنيهم عن المشاركة في المواجهات.

مقاومة بالعدوى

بدأت انتفاضة القدس بشكل عفوي وكرد فعل من الشارع الفلسطيني على حرق المستوطنين لعائلة دوابشة، بالإضافة إلى الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى والإعتداء على المرابطات.

يقول “فؤاد الخفش” مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى، في مقابلة مع موقع TRT العربية، إن هذه الانتفاضة غير قابلة للتطور بسبب عدم وجود قيادة لها، لذلك ستبقى بنفس الوتيرة، ومن جهة ثانية يبدو من المستحيل أن يتم تشكيل قيادة لحركات المقاومة في الضفة الغربية وبالأخص حركة حماس، لما تعانية من تضيق وقمع من قبل الاحتلال والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى أن الفصائل غير معنية بتسليح الانتفاضة واستمرارها”.

ويضيف الخفش: ” ما يحدث الآن هو عمليات فردية، يمكن أن نطلق عليها مصطلح “المقاومة بالعدوى”، أي أن كل شخص يستشهد، يولد معه شخص يقرر أن يحمل فكرته ويكمل على دربه، كما أن حجم التحفيز الإعلامي الكبير يؤثر كثيرا على الشباب الفلسطيني ويدفعهم لمقاومة الاحتلال”.

انتفاضة شباب

يؤكد الناشط الشبابي “عبد الله شتات” أن السمة الأبرز لهذه الانتفاضة هي المشاركة الفاعلة للشباب، ويرجح استمرارها لأن الفتيات والشباب هم من يقومون بتوجيهها، وبهذا لن تتوقف العمليات الفردية والتي لا تعتمد على السلاح بشكل أساسي، وإنما على جرأة منفذي العمليات التي تنوعت بين الطعن والدهس، وإيمانهم بما يقومون به.

ويتابع شتات في مقابلة :” أثبت الشباب والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 14 – 20 عاما، بأنهم يملكون رؤية أكثر من الرؤية التي تملكها الفصائل الفلسطينية، عن طريق ابتكار طرق جديدة للمقاومة من لا شيء، مما جعل إسرائيل تقف عاجزة أمام رغبة شاب يحمل سكينا ويقاوم، ومن المتوقع أن تستمر الانتفاضة وتتحول إلى ثورة تحرير لإنهاء الاحتلال وإن لم تتطور دون تسليح الشباب”.

مجدولين حسونة – TRT العربية

الرابط المختصر: