لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

طولكرم: “خربة قصير” معلم أثري مُهمل بحاجة للتنقيب والترميم



همسه التايه: رغم الفترة الطويلة والممتدة التي عاشها الحاج أحمد كتانة، (64 عاما)، من سكان قرية النزلة الشرقية شمال مدينة طولكرم، وعشقه لخربة القصير الواقعة غربي القرية على بعد 500 متر وتبلغ مساحتها 50 دونمًا، والتي يحتفظ بذكرياته الماضية بين ربوعها ويمتلك مخزونا من الروايات الموروثة عن أجداده، إلا أنه لا يزال يجهل العديد من الآثار المدفونة فيها والتي تعود لحقب تاريخية قديمة جدا.

ويحفظ الحاج كتانة عن ظهر قلب مكان وأساسات الأبنية الرومانية الموجودة بالخربة، والمقابر الفردية والجماعية والسراديب المنثورة، وآبار المياه المهدمة وأشجار الزيتون المعمرة، وقطع الفخار المنثورة على الأرض والغرف الحجرية المنحوتة والتي تدلل على أهمية المكان.

ولأنه يعشق رؤية تاريخ آبائه وآجداده محميا من أي تهديد قد يطاله، ومحافظا عليه من أي تشويه أو إهمال، يقول لــوطن للأنباء: أناشد وزارة السياحة والآثار وكافة المعنيين بحماية إرثنا الحضاري وتاريخنا وتراثنا والعمل على ترميم معالم خربة قصير والقيام بأعمال تنقيب لاكتشاف الموقع بشكل علمي دقيق.

ويطالب الحاج كتانة بحمايتها خاصة وأنها مهددة بسرقة وتدمير آثارها من قبل أشخاص يقومون بالتنقيب والبحث عن قطعها النادرة من خلال حفريات تؤدي إلى تدمير معالمها الأثرية.

إلى ذلك، يوجه المواطن، سيف الدين كتانة، رسالته لوزارة السياحة بضرورة حماية خربة القصير وترميمها للحفاظ على مظهرها الحضاري والتاريخي والتراثي وجعلها منطقة جذب سياحي ومزار على مستوى الوطن، مشيرًا إلى أن الموقع بحاجة لموازنة عالية لترميمه وتأهيله وأن إمكانيات المجلس متواضعة لا تستطيع ذلك.

ويوضح أن "الخربة تحتوي على العديد من الآبار التي تحتاج إلى الحماية، بالإضافة إلى تأهيل الجدران والقصر الروماني الذي يقع بالخربة ويحتل مساحة الدونمين ونصف الدونم، والذي يعود لتاريخ مهم بحاجة لإظهار معالمه".

ودعا كتانة وزارة التربية والتعليم إلى تسيير رحلات مدرسية للطلاب كافة لهذا الموقع الأثري لإنعاشه سياحيًا، مشيرًا إلى إمكانية تحويل الخربة لمنتجع ومتنزه سياحي انطلاقا من أهميته الإستراتيجية وموقعه الجغرافي.

ويؤكد أن "لا أحد يعلم شيئًا عن الخربة، ويجهلها الجميع، وإظهارها كمعلم أثري وسياحي سيساهم في إثراء قرية النزلة الشرقية والتعريف بها كونها من القرى المهمشة حيث تبعد عن مركز المدينة 20 كم".

بدوره، تحدث رئيس مجلس قروي النزلة الشرقية، رشاد كتانة، عن أهمية خربة القصير التاريخية والتي تعود للقرن الثالث الميلادي نسبة لقصر ملك الروم، مشيرًا إلى القصص التي ورثوها عن أجدادهم والتي تتحدث عن  توقف البناء في القصر الروماني، وهدم جزء منه في حينه جراء موت ابن الملكة هيلينا بلدغة أفعى، وذلك حزنا على فراقه.

ويضيف: الموقع مميز ونادر في فسطين، ويعاني التهميش والإهمال جراء ضعف الإمكانيات وضعف الجامعات، حيث لا تتوفر ميزانية لإرسال بعثة علمية للتنقيب والبحث عن الآثار، وتحديدًا الفترة التي تم خلالها بناؤها.

ويشير كتانة إلى أن دور المجلس القروي هو التعريف بأهمية المكان والحفاظ على آثاره من الضياع كونه كنز وإرث تراثي فلسطيني.

ويناشد وزيرة السياحة الاهتمام بالموقع وتوجيه الدول المانحة لدعمه بمشروع ترميم وتأهيل خاصة وأنه يطمح وبالتنسيق مع بلدية قفين المجاورة العمل على ربط منطقة القصر والجبل المجاور بـ "تلفريك سياحي" يعمل على استقطاب المواطنين والزوار والسياح من كافة أنحاء الوطن والداخل المحتل خاصة وأن المنطقة مطلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

من جهته، يشير مسؤول الترخيص في وزارة السياحة والآثار في طولكرم، حاتم جوده، إلى أن "الخربة التي تقع ضمن منطقة (أ)، وتؤرخ المنطقة بالكامل ومليئة بالشواهد الأثرية وأنها بحاجة لترميم وعمل حفريات أثرية فيها"، مؤكدا أن "منطقة القصر" تعطي الخربة أهمية كبيرة إلا أنها هي الأخرى بحاجة لتأهيل.

ويقول: نحن كوزارة نقوم بالعديد من الجولات الميدانية على الخرب، حيث أن خربة القصير هي من أهم الخرب الأثرية، والوزارة لديها استعداد لعمل حفريات أثرية فيها وأنه لا مانع لديها لاكتشاف الموقع.

بدوره، يؤكد مدير مديرية السياحة والآثار في محافظتي طولكرم وقلقيلية، مفيد صلاح، على أن "الوزارة لديها خطط إستراتيجية سنوية يعكف على إعدادها خبراء في مجال السياحة تهدف في مجملها إلى ربط المواقع السياحية والآثرية بالسياحة العالمية، مما يساهم بوضع عدة مشاريع لتأهيل مواقع أثرية من خلال الشراكة مع بعثات أوروبية يتم التشبيك معها من خلال وزارة السياحة".

ويوضح أن "الوزارة لديها العديد من المشاريع مع شركائها الأوروبيين في العديد من المواقع الأثرية في مختلف محافظات الوطن لإظهارها وتوثيقها بطريقة علمية وجعلها منطقة جذب سياحي".

ويأمل صلاح أن تحظى الخربة ببعثة أثرية علمية تعمل على إظهارها وتوثيقها بشكل علمي دقيق خاص وأنها موقع أثري هام، مؤكدا أن خربة قصير ليست بالموقع المهمل من قبل وزارة السياحة والآثار حيث أن المواقع الأثرية في محافظات الوطن كبيرة جدا وتصل إلى 7000 موقع أثري وهي تحتاج إلى تكلفة مادية مرتفعة جدا.

وبعد الزيارة المشتركة التي قامت بها وزارة السياحة ووكالة وطن للأنباء لخربة القصير لتلمس احتياجاتها، يؤكد مدير السياحة والآثار أنه "سيعمل على رفع تقرير موثق للإدارة العامة في الحماية في محافظات الوطن كافة لوضعها عى أولويات المواقع الأثرية بعد القيام بعمليات بحث وتنقيب عملية في الموقع".

الرابط المختصر: