لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

خيبة أمل في تل أبيب من خطابي أوباما وبوتن في الأمم المُتحدّة



تلفزيون الفجر الجديد – كما كان متوقعًا، سلّط الإعلام الإسرائيليّ على مختلف مشاربه اليوم الثلاثاء، على الخلاف العلنيّ الذي جرى من على منصّة الأمم المُتحدّة بين الرئيسين الروسيّ، فلاديمير بوتن، والرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما. وأجمع المُحللون، في الإعلام المرئيّ، المسموع والمكتوب، على أنّه خلافًا لسنوات خلت، لم تتصدّر إسرائيل الأجندة، بل الجارة من الشمال، سوريّة، التي بحسب أحد المُحللين في صحيفة (يديعوت أحرونوت) تنزف دمًّا منذ أربع سنوات ونصف السّنة. كما أنّ الإعلام العبريّ لم يُخف خيبة أمله من حشر إسرائيل في الزاوية، وعدم التطرّق إليها، لا من بعيد ولا من قريب خلال خطابي الرئيسين الروسيّ والأمريكيّ.

في السياق عينه، لاحظ المُحلل في الصحيفة عينها، بن-درور يميني، أنّ الفرق بين الرئيسين بات واضحًا وجليًّا، ففي الوقت الذي يُكثر فيه الرئيس الأمريكيّ الكلام، يقوم الرئيس الروسيّ بالأفعال، على حدّ تعبيره. وسخر المُحلل الإسرائيليّ من كشف أوباما، الاثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّه لن يتردد في استخدام أقوى جيش في العالم للدفاع عن حلفائه.

وقال أوباما إنّه على المجتمع الدولي أنْ يتوصل لبناء نظام قائم على العدالة والإنسانية، مضيفًا: نُواجه بعض الأصوات التي تشكك بمثل ميثاق الأمم المتحدة. وتابع: عملنا لم ينته بعد وهناك تيارات تعمل على إعادتنا إلى الخلف، موضحًا أنّ بعض القوى تُراهن على القوة وتعمل على تقويض القانون الدولي، بعض القوى تستغل الطائفية وذرائع قومية لتقويض الاستقرار ونشر الفوضى، كما قال الرئيس الأمريكيّ.

من ناحيته، رأى المُحلل السياسيّ في صحيفة (هآرتس)، حيمي شاليف، أنّه عندما يعتلي رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، المنصّة ويُلقي الخطاب، ويُهاجم إيران ونظام الحكم فيها، علاوة على الاتفاق النوويّ، الذي وقعّته الدول العظمى معه، فإنّ العالم سينظر إليه على أنّه رجل الماضي، بحسب تعبيره. وأضاف شاليف قائلاً إنّه بعد التوقيع على الاتفاق بين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وبين مجموعة دول (5+1) تحولّت هذه الدولة، برعاية روسيا، إلى محورٍ مركزيٍّ في الحرب على داعش، الذي بات يُعرف في العالم على أنّه العدو الحصريّ اللدود للإنسانيّة. وتابع المُحلل قائلاً إنّ الرئيس الروسيّ أوضح ذلك جيّدًا في خطابه أمس الاثنين أمام الجمعيّة العموميّة للأمم المُتحدّة، وذلك عندما لاستعان بلهجة خطاب نتنياهو وقال إنّ الإرهابيين، هم ليسوا الإيرانيين، إنمّا "النازيون الجدد" في هذه الفترة بالذات، على حدّ تعبير بوتن.

وبرأي المُحلل فإنّه بواسطة هذه المعادلة تحوّل بوتن، وهو الماكر، الذي يملك حسًّا كبيرًا لاستغلال التوقيت، تحوّل إلى نجم الاجتماع السنويّ للأمم المُتحدّة، لافتًا إلى أنّ الرئيس الروسيّ حدّدّ القلق والخوف والرعب الذين سيطروا على الغرب، عندما شاهدت الدول الأوروبيّة اللاجئين السوريين وغيرهم يصلون إلى حدودها.

كما أنّ الرئيس الروسيّ، بحسب المُحلل الإسرائيليّ، استغلّ رفض الولايات المًتحدّة الأمريكيّة التورّط في منطقة الشرق الأوسط، وعينّ نفسه قائدًا لحلف الجيدين في حربهم ضدّ الأشرار، وشدّدّ المُحلل الإسرائيليّ على أنّ بوتن أظهر نفسه في الأمم المُتحدّة رجلاً بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، بحسب وصفه، مُستدركًا أنّ هناك شبه إجماع لدى المُحللين في الأمم المتحدّة على ذلك.

وساق المُحلل شاليف قائلاً إنّ الرئيس أوباما فوجئ من الإصرار الروسيّ وسرعة التدّخل العسكريّ المُباشر في سوريّة، وتابع قائلاً: من ناحية إسرائيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإنّ الواقع قد يتغيّر خلال سفر رئيس الوزراء إلى نيويورك، ذلك أنّ بوتن قرر ربط نفسه مع ما أسماه المُحلل بالمحور الشيعيّ، الذي يمتّد من طهران، مارًّا بطريق بغداد، دمشق، وربمّا بيروت، وهذا التطوّر برأي المُحلل الإسرائيليّ، ينزع فتيل نظرية أولئك الذين يُطالبون في الدولة العبريّة بأنْ تقوم الحكومة الإسرائيليّة بإعادة تقييم سياستها في المنطقة، ولكن الأخطر من ذلك، شدّدّ المُحلل الإسرائيليّ، الأخطر من ذلك أنّ قرار بوتن سيُلقي بظلاله السلبيّة على الدول العربيّة السُنيّة، وفي مُقدّمتها المملكة العربيّة السعوديّة، التي تتأجج أزمتها مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بسبب كارثة وفاة الحجاج في مكّة المكرمّة.

وأعرب المُحلل عن أمله في أنّ هذه الأزمة قد تخلق فراغًا يمنح الولايات المُتحدّة الأمريكيّة فرصةً ذهبيّةً للدخول فيه، وأيضًا ربمّا إسرائيل تستغل هذا الفراغ لتملأ دورًا فيه من وراء الكواليس، على حدّ وصفه. وكرّرّ المُحلل الإسرائيليّ أيضًا هو الآخر خيبة الأمل الإسرائيليّة من أنّ الرئيس أوباما، خلافًا للسنوات الماضية، لم يتطرّق لا لإسرائيل ولا إلى النزاع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ، وهذا برأيه، يُعتبر دليلاً إضافيًا، على التغيير الذي يعُم منطقة الشرق الأوسط حول سُلّم الأولويات بالنسبة للدول العظمى. كما رأى أنّ عدم ذكر إسرائيل من قبل أوباما، هو ربمّا عدم إرادة الرئيس الأمريكيّ التورّط مرّة أخرى مع يهود الولايات المُتحدّة، وخلُص إلى القول إنّ الدعاية الإسرائيليّة ركّزت في السنوات الأخيرة جلّ جهدها على الشكوى من أنّ العالم، أوْ المجتمع الدوليّ يُركز كثيرًا على النزاع الفلسطينيّ-الإسرائيليّ، متسائلاً بنوعٍ من السخرية والتهكّم: فلنرى كيف ستتصرّف إسرائيل بعد هذه الـ"ضربة" من أوباما وبوتن، على حدّ تعبيره، وهما اللذان قاما بحشر الدولة العبريّة في الزاوية ووضعها على هامش الأحداث، أيْ تهميشها بشكلٍ واضحٍ للغاية، قال المُحلل شاليف.

الرابط المختصر: