لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

محللون فلسطينيون يدعون حماس إلى “الهدوء” مقابل “التصعيد” الإعلامي المصري



تلفزيون الفجر الجديد – يتخوف قادة حركة حماس، التي صدر حكم، السبت، في مصر، باعتبارها "منظمة إرهابية"، من احتمالية توجيه القاهرة ضربة عسكرية ضد قطاع غزة، على خلفية ما تردده وسائل إعلام مصرية من اتهامات لعناصر من كتائب القسام (الجناح المسلح لحماس)، بالتسلل إلى سيناء (شمال شرق مصر) والتخطيط لتنفيذ هجمات.

ولم يستبعد قادة حركة حماس في تصريحاتهم احتمال توجيه مصر ضربة عسكرية لأهداف في قطاع غزة، غير أن محللين سياسيين قالوا في أحاديث منفصلة إنّ صناع القرار في مصر يدركون تداعيات خطورة تلك "الخطوة" وتحويل "الفرضيّة" إلى واقع.

وكانت وسائل إعلام مصرية، قالت مؤخرًا، إن الجيش المصري رفع درجة التأهب في شمال سيناء بعد زعمه ورود معلومات تفيد بتسلل عناصر مسلحة تابعة للقسام وتنظيمات سلفية من غزة إلى سيناء، وهو ما لم يعقب عليه الجيش المصري رسميًا.

وقضت محكمة مصرية، في 31 كانون الثاني/ يناير الماضي، في حكم أولي، باعتبار كتائب القسام  "منظمة إرهابية"، ما رفضته حركة حماس، نافية أي علاقة لذراعها العسكري بتنفيذ أي هجمات داخل الأراضي المصرية.

وقضت محكمة مصرية، السبت، في حكم أولي باعتبار حركة حماس "منظمة إرهابية"، وهو الحكم الذي وصفته الحركة بأنه "صادم وخطير".

ومن المستبعد أن يقوم الجيش المصري بتوجيه أي ضربات عسكرية باتجاه غزة، كما يقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" المحلية.

ويضيف عوكل أن "أصحاب وصناع القرار في مصر يدركون تماما خطورة تداعيات تلك الخطوة في حال حدوثها".

ويتابع: ضرب غزة فرضيّة، ولا أعتقد أنها ستتجاوز حيز التكهنات، والتحريض، فمصر كقيادة سياسية تعرف تماما أنه ما من أمر يستدعي القيام بأي عمل عسكري في غزة.

ورأى عوكل أنّ "مصر ليست في وارد التورط في عمل قد يجرّ نتائج عكسية على الفلسطينيين والمنطقة، فالعلاقة بين غزة ومصر تاريخية وسياسية، وبينهما ملفات كثيرة مشتركة".

وتعتبر مصر الراعي الرئيس لمفاوضات التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، كما أنها الراعي الرئيس لملف المصالحة الفلسطينية، واستضافت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 مؤتمر إعادة إعمار غزة.

ووفق عوكل "يجب ألا يتم الرد على حملات الإعلام المصري بحملة أخرى فلسطينية وردود تتمثل في الخطاب الناري لقادة حماس مؤخرًا".

ودعا إلى "احتواء الأزمة وتكثيف الجهود الدبلوماسية، لمنع تأجيج وتهيئة الرأي العام سواء المصري أم الفلسطيني".

وكان القيادي في حركة حماس صلاح البردويل، قال إن حركته "لن تصمت" على أي هجوم مصري محتمل ضد غزة، متهما بعض الإعلاميين المصريين بتهيئة الرأي العام لتقبل ذلك.

وقال البردويل خلال لقاء مع الصحافيين في غزة، الاثنين الماضي "لن نصمت على أي اعتداء مصري أو غيره، وسندافع عن أنفسنا لكننا لن نعتدي على أحد".

ويتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة (خاصة) بغزة عدنان أبو عامر، مع رأي عوكل، في ضرورة أن تلتزم غزة الصمت وعدم الرد على حملات "التحريض" التي تشنها وسائل الإعلام المصرية.

وقال أبو عامر: صحيح أن تخوفات حركة حماس مشروعة، وقد تكون منطقية أمام رفع الإعلام لوتيرة التصعيد، وبعض الشواهد الميدانية.. لكن عليها ألا تواجه الحملة بأخرى.

وأكد أنّ حركة حماس "مطالبة بالقيام بحملة دبلوماسية مكثفة خلف الكواليس، لكبح جماح أي تهوّر من القاهرة".

وأضاف أبو عامر "في حال تحققت هذه الفرضية، ووجه الجيش المصري ضربة تجاه غزة، فإن المطلوب التعامل مع الخطوة بعقلانية شديدة، والأهم استباقها بإجراءات وقائية تتمثل في الجهد الدبلوماسي، وإيصال رسائل من أصحاب القرار في غزة عن أهمية الدور المصري، ومكانة القاهرة في رعاية الملفات الفلسطينية".

وأشار إلى أن "صناع القرار في مصر وحدهم من يملكون الإجابة حول إمكانية توجيه الجيش المصري ضربة لغزة، وهو ما يستدعي تجاهل الحملات الإعلامية والتركيز على الحراك الدبلوماسي بعيدًا عن أي عواطف".

ومن المستبعد أن توجه مصر ضربة تجاه قطاع غزة، لاعتبارات سياسية وميدانية كما يرى المحلل السياسي ونائب وزير الخارجية الفلسطيني السابق محمود العجرمي.

وقال "من غير الوارد أن تخاطر مصر بعلاقتها التاريخية مع فلسطين، وما يربطها بشكل خاص مع غزة من ملفات ترعاها بشكل مستمر".

كما أن أي خطوة بهذا الحجم تحتاج إلى قبول عربي وحتى دولي، وهو ما لن يتم وفق تأكيد العجرمي الذي أوضح "رفع السلاح في وجه الفلسطينيين من قبل مصر أو أي دولة عربية غير منطقي ومقبول، مهما وصلت حدة الخلاف السياسي والإعلامي. وله تداعيات خطيرة".

وقال العجرمي إنّ حركة حماس "مطالبة بعدم الالتفات إلى الحملات الإعلامية، وتركيز خطابها على أهمية الدور المصري".

وتنفي حركة حماس أي علاقة لذراعها العسكرية بتنفيذ أي هجمات داخل الأراضي المصرية، وتؤكد بشكل مستمر أن سلاحها لا توجهه إلا إلى "الاحتلال الإسرائيلي".

الرابط المختصر: