لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

نبض الشارع: “درس خصوصي” ما بين الفائدة وتحجيم العقول..!!



تلفزيون الفجر الجديد – تقرير تسنيم قشوع – ارتبطت الدروس الخصوصية في أوقات سابقة بالطلبة أصحاب التحصيل العلمي المتدني، نظرا لحاجتهم الماسة لرفع أدائهم، إلا أنها سرعان ما تحولت لتصبح ثقافة اجتماعية، يلجأ لها الطلبة الحاصلين على علامات مرتفعة والمتدنية على حد سواء، وبين حاجة الأهل لتأمين النجاح لأولادهم والحاجة الاقتصادية للمدرس تدور لعبة العرض والطلب، ليتحوّل الامر لدى الكثيرين إلى حالة إتكال واعتماد عليها أكثر من المدرسة.

وتكثر الاعتبارات التي من أجلها يسعى الأهالي للإستعانة بمدرّسين خاصّين لأبنائهم، لأنهم يتمنون الأفضل لهم ولتحصينهم قدر المستطاع، ولضمان نجاحهم بالصورة التي تلبي طموحاتهم كأهل، "فالولد كما جرت العادة هو حلم أهله"، فيبالغون بذلك ليصبح نوعا من أنواع البهرجة الاجتماعية.

ويبدو أن الكثير من الأهالي في الآونة الأخيرة يلجأون للدروس الخصوصية من أجل التخلص من المسؤولية الواقعة على كاهلهم والتفرّغ لأمورهم الخاصة، وبالتالي يتلقى ابنهم دروسا من قبل أستاذ خاص بذلك، بينما يصبح الأمر لآخرين ضرورة ملّحة لعدم قدرتهم على القيام بذلك بأنفسهم، لتدني المستوى التعليمي لدى أبنائهم أو لعدم توفّر الوقت الكافي.

وبين الحاجة الضرورية و"الموضة" كما أصبح يسميها المجتمع،  يعتاد الطالب عليها، خاصة إذا كان في سن مبكرة، و"النتيجة هي ما يهم"، فهاجس العلامات لا يمكن التغلب عليه إلا بالتفوق على "إبن الجيران"، ومِن الطلاب من يعتاد على الدروس الخصوصية لا سيما في المواد العلمية، إذ أن "شرح المعلم غير كاف وهو لا يستطيع الوقوف عند كل نقطة".

بعض المعلمين في المدراس يتعاملون بسياسية الإتكال والإهمال، فيهملون واجبهم الوظيفي ويتملصون من المسؤولية، فلا يعطون الطلبة حقهم، ويلجأون إلى عرض الدروس الخصوصية للطلبة خارج نطاق المدرسة، وهنا تكمن رغبة الطالب في الحصول على ما هو مساعد للمدرسة ليتمنكوا من إكمال وظائفهم.

وباتت الدروس الخصوصية اليوم ظاهرة تحوّلت إلى موضة لا يكاد يخلو منها أي بيت، سيما أن المدرّس الخصوصي أصبح حاجة عضوية للعائلة، وبين من يرى أن الدروس الخصوصية تجارة، ومن لا يزال يؤمن بقدسية التعليم، تتنوّع النماذج، فرغم وجود بعض الأساتذة الذين لا يتمتعون بالقدر الكافي من المستوى التعليمي التربوي"، هناك الكثيرون ممن يستحقون الاحترام لحفاظهم على شرف المهنة في ظل فوضى تعليمية وضائقة اقتصادية بين المواطنين.

الرابط المختصر: