لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

شرطي مصري يغتصب فتاة معاقة ذهنياً داخل القسم



تلفزيون الفجر الجديد– فتاة مصرية معاقة ذهنياً مصابة بمرض يعرف بـ"العته المنغولي"، ألقى بها حظها العاثر في طريق مجهولة. تعرضت للإغتصاب من رجلين في "توتوك"، ولما استغاثت تدخل رجل طيب، وأنقذها وسلم الجناة للشرطة، وبدلاً من أن توفر الشرطة الحماية لها. تعرضت للإغتصاب مرة أخرى من قبل أمين شرطة بقسم شرطة إمبابة بالقاهرة.

وتأتي هذه الواقعة بعد أقل من يومين على الكشف عن واقعة تمثيل مجموعة من أمناء الشرطة بجثة ضحية تعرض للقتل على أيديهم، وبعد أقل من شهر على واقعة تقبيل بائع متجول حذاء ضابط، وتعرض الضحية للصفع.

"شيماء" فتاة شاءت لها الأقدار أن تولد مصابة بتأخر فكري نتج عن مرض يسميه العلماء "العته المنغولي"، ولأنها ولدت في منطقة شعبية بالجيزة، هي إمبابة التي تعاني من إزدحام شديد، وتلتحق بها العديد من المناطق العشوائية، فإن سبل الرعاية التي تحتاج إليها لم تكن على مايرام. وعاشت في معاناة شديدة من النظرة الدونية إليها، حتى أتمت عامها السابع عشر، لترى قسوة أشد من المجتمع.

ساقتها أقدامها إلى الشارع مساء يوم 26 أغسطس الجاري، ولكنها لم تكن تعلم أن هناك ذئاب آخرين بإنتظارها في خارج المنزل.

احتجازها يخالف القانون

فبمجرد أن إبتعدت عن منزلها، حتى لمحها رجلين، أجمعا أمرهما على إختطافها وإغتصابها، لاسيما أنها فتاة جميلة. وضع الشابان الخطة، ونجحا في استدراج الفتاة، وتناوبا إغتصابها تحت تهديد السلاح في "توك توك"، وهو وسلية مواصلات ذات ثلاث عجلات.

وفي تلك الأثناء سمع آناتها رجل صالح، فهاجم الجناة مع آخرين، واستطاعوا القبض عليهم، وسلموهم ومعهم الضحية للشرطة، حتى ينالوا عقابهم.

بعد إجراء التحقيقات ومواجهة الفتاة الضحية بالجناة الذين أعتدوا عليها جنسياً، قررت النيابة العامة حبس المتهمين أربعة أيام، وقررت أيضاً حجر الفتاة لحين توقيع الكشف الطبي عليها، وتوفير مأوى لها.

ورغم أنها ضحية، ورغم أن القانون ينص على عدم إحتجازها مع السجينات أو المتهمات في قضايا أخرى، إلا أن القائمين على قسم شرطة إمبابة، وضعوها في الحجز.

ووفقاً للتحقيقات، فإن أمين الشرطة ويدعى "خالد"، فتح باب الحجز، وأخرج "شيماء"، في تمام الثانية صباحاً، بحجة سماع أقوالها، ثم دلف بها إلى طرقة بعيدة عن أعين كاميرات المراقبة.

كان "شيماء" تشعر أنها في أيد أمينة، ولم تكن تتخيل أن يتحول من يفترض فيه أن يوفر لها الحماية إلى ذئب ينهش لحمها وعرضها، ولكن حصل ما لم تتوقعه الفتاة المريضة ذهنياً.

وبمجرد أن خلى أمين الشرطة بها في ممر مظلم بقسم الشرطة، حتى أجبرها على رفع ملابسها، وأعتدى عليها جنسياً، لمدة نصف ساعة، ثم أعادها مرة أخرى إلى الحجز.

الموقوفات شاهدن الواقعة

وحسب إفادة الشاهدات من زميلات شيماء في الحجز، فإن أمين الشرطة "خالد" أعادها إليهن، وهي في حالة إنهيار، وبكاء هستيري، ولكن لم تجرؤا على إتهام أمين الشرطة مباشرة، رغم أن إحداهن شاهدته من نافذة الباب، وهو يعتدي على "شيماء"، لكن إستمرارها في الصراخ والبكاء الهستيري، دفعهن إلى المغامرة بحياتهن، وطلب تحرير محضر بالواقعة.

وورد بتحقيقات النيابة العامة أن قسم الشرطة حاول التكتم على الواقعة، ولم يحرر محضراً بحق أمين الشرطة، إلا في الخامسة عصراً، وحمل المحضر رقم 8532 إدارى إمبابة، ولم يحضر المتهم إلى مقر عمله في اليوم الثاني، بل وهجر منزله أيضاً.

ألقي القبض على المتهم، وعرض على الضحية، فأصيبت بهستيريا وحالة بكاء شديدة، وتعرفت عليه.

وبالمقابل إتهم أمين الشرطة الضحية بأنها "عبيطة"، وما تقوله مجرد أوهام، واتهم الشاهدات بأنهن يردن تلفيق تهمة إليه، إنتقاماً منه.

وقال في التحقيقات إنه أراد سماع أقوال الضحية، لاسيما بعد أن تعرضت للضرب المبرح من السجينات، مشيرا إلى أن المدة التي أخرجها فيها من الحجز لم تتجاوز سبع دقائق، ولما ثبت زيف ادعاءته. أمرت النيابة العامة بحسبه على ذمة القضية.

حالة فردية

ومن جانبه، وصف اللواء هاني عبد اللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية الواقعة بأنها حالة فردية، مشيراً إلى أن وزير الداخلية قرر إحالة أمين الشرطة المتهم بإغتصاب الفتاة المعاقة ذهنياً إلى الإحتياط، وأضاف في تصريح له أن "وزارة الداخلية لا تتستر على أية وقائع تنسب لأي من رجال الشرطة، وتتخذ الإجراءات اللازمة للتحقيق فيها، في إطار من الحزم والشفافية"، لافتاً إلى أن "مثل تلك الوقائع الشاذة هي أحداث فردية يتم التصدي لها واتخاذ الإجراءات الرادعة قبل كل من يثبت تورطه في ارتكابها".

تأتي هذه الواقعة لتؤشر على تزايد الإنتهاكات الشرطية في مصر وبشاعتها، لاسيما منذ ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013. ولم يفصل تلك الواقعة إلا يومين فقط على إكتشاف واقعة تمثيل مجموعة من أمناء الشرطة بجثة أحد ضحاياهم داخل المشرحة، ووضع السجائر في فتحة الفم. وهي الواقعة التي تداول نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي مقطع فيديو صوره أحدهم.

وأعترفت وزارة الداخلية بالواقعة الأخرى، وألقت القبض على أمناء الشرطة، وجاري التحقيق معهم.

وقال مدير أمن القليوبية، اللواء محمود يسري، إن "الشرطة لا تتستر على أحد"، مشيرا إلى أن "القانون سيطبق على الجميع دون استثناء"، وأضاف: "إننا لا نقبل بأي تجاوز، أو العبث بجثة أي شخص، حتي لو كان بلطجياً، أو مسجل خطر". ولفت إلى أن "حقوق الإنسان فوق كل اعتبار، واحترام أدميته واجب مقدس، في إطار العلاقة الجديدة والطيبة بين الشعب والشرطة.
 

الرابط المختصر: