لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

المكياج للجامعيات.. ضرورة أم لفت انتباه



تلفزيون الفجر الجديد- قد تتعمد بعض طالبات الجامعة استخدام مساحيق التجميل والزينة بشكل مبالغ فيه، وخارج عن المألوف، وبطريقة لا تتناسب مع فترة الصباح وقدسية الحرم الجامعي، حتى أنّ البعض منهنّ تبدو أشبه ما تكون بعروس المولد أو مهرج السيرك، وهو ما يثير الكثير من الدهشة وعلامات الاستفهام حول شخصية الطالبة التي تتعمد القيام بذلك، وما إذا كان مجرد حب أنثوي طبيعي للجمال ولفت الانتباه، وعدم القدرة على مقاومة سحر تلك المساحيق وجاذبية ألوانها، أم أنها مؤشر للإصابة باضطرابات في الشخصية ومحاولة للتنفيس عنها وطرد الكآبة والملل.

بداية تقول ليلى عبد الفتاح، من كلية بريدة للعلوم الطبية التطبيقية في بريدة: «بعض الطالبات يرين أنّ في ذلك حرية شخصية ووسيلة لإثبات الوجود، بالإضافة إلى أنه إحساس بالتحرر من قيود الثانوية العامة، والأنظمة واللوائح التي تمنع استخدام مساحيق التجميل وبشكل قاطع في هذه المرحلة، ويتم مصادرتها فوراً في الكثير من الحملات التفتيشية المفاجئة، ولذلك ما إن تصبح الفتاة في الجامعة حتى تقوم باستهلاك تلك المساحيق وبشكل مبالغ في محاولة لتعويض ما فاتها في فترة الثانوية، وإثبات أنها وصلت لمرحلة من النضج في المرحلة الجامعية».
ومن وجهة نظر إسراء فوزي، طالبة امتياز بكلية الفارابي في الرياض، أنّ الطالبة الجامعية يفترض أنها وصلت لدرجة من الوعي بحيث يمكنها إظهار جمالها، وبلمسات من الماكياج البسيط دون الحاجة إلى الإفراط والمبالغة في استخدام المساحيق وبألوان صارخة مما يحولها إلى مهرج وهو ما قد يعكس وللأسف الكثير من السلبيات الشخصية للفتاة، ولعل من أهمها فقدان الأنثى الثقة بنفسها وبجمالها.

لكل مكان مكياج
وفي ذات الصدد تقول مشاعل حسين: «الماكياج والظهور بشكل حسن وأنيق من الأشياء التي تجذب اهتمام حواء في كل الأوقات وتزيدها جمالاً، وكما يقال إنّ خير الأمور الوسط، ولكل مكان مقال فإنّ لكل مكان ماكياجاً مناسباً له، والجامعة بطبيعة الحال لا يتناسب معها ماكياج السهرات والحفلات الذي يخفي ملامح الوجه خلف قناع كثيف من الأصباغ، ويعرض صاحبته لملاحقة النظرات وعلامات الاستفهام، فتصبح مثاراً للسخرية والنكتة».

حرية شخصية
وفي رأي مخالف ترى يسرى علي، من كلية اللغات والترجمة في جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، أنّ استخدام الطالبة الجامعية للماكياج يعد من الحرية الشخصية، ومن المفترض ألا يخضع ذلك لأي قانون من قبل إدارة الجامعة، ولا حتى لأي رفض أو تعليق من قبل الأكاديميات أو الطالبات طالما أنّ الدراسة الجامعية تتم بشكل منفصل بين الجنسين، ولأنه في الغالب تنفيس ورغبة في التغيير وطرد الكآبة والملل.

إهدار وقت
فيما تقول موضي العجلان: «من المضحك أن تكتظ دورات المياه بالطالبات اللاتي يترددن بين الحين والآخر إليها للوقوف أمام المرآة والاطمئنان على الماكياج والمظهر بشكل عام، ولا مانع من تعديل وإضافة بعض الألوان إذا استدعى الوضع ذلك». وتضيف موضي: «الحقيقة لا أدري أين يجدن الوقت الكافي وسط هذه المحاضرات والأبحاث، ليهدرن جزءاً كبيراً منه في الاهتمام بالزينة والمظهر».

نصائح خبيرة
تنصح خبيرة الماكياج منال الدويسي، الطالبات الجامعيات عند وضع الماكياج أن يكون التعامل معه بما يتناسب مع جمالهنّ الطبيعي؛ لأنّ لكل وقت ما يناسبه، ولكل مكان أيضاً، وتنصح الطالبات باكتساب بعض الخبرات في طريقة وضع الماكياج، والتركيز على تحسين الملامح وإبراز نقاط القوة وإخفاء نقاط الضعف باستخدام ألوان طبيعية تبرز الجمال والصحة، والبعد تماماً عن المبالغة في استخدام المساحيق ذات الألوان القوية كالأحمر والبرتقالي، وأيضاً البعد عن استخدام ظلال العين ذات اللون الأزرق التي تجعل العين وكأنها ما زالت نائمة وكئيبة، كما تنصح الفتيات الجامعيات بعدم الاستمرار بوضع الماكياج لوقت طويل؛ لأنه يترك آثاراً صحية ونفسية سلبية؛ نظراً لطبيعة تلك المواد الكيميائية، وهو ما قد يكون له الكثير من الآثار السلبية وضعف ثقة الفتاة بنفسها وشخصيتها. ‏

اضطرابات نفسية
أشارت الاختصاصية الاجتماعية نجوى فرج، إلى أنّ المبالغة في وضع الماكياج واستخدام مساحيق التجميل من قبل طالبات الجامعة قد تكون من دلائل الإصابة باضطرابات في الشخصية، ومنها عدم الرضا عن ملامحهنّ، وعدم الثقة بالنفس وبما يملكنه من قدرات وإبداعات، أو الشعور بالكآبة والضيق، ولذلك يتم اللجوء لتلك المساحيق كمحاولة للتنفيس والتعويض وتغيير الملامح بشكل يخفي الواقع، وفي حالات متقدمة قد تصل الاضطرابات لدرجة من الهوس والإدمان، وفي المقابل قد لا يعدو الأمر لفئة أخرى من الطالبات كنوع من التغيير والانطلاق والإحساس بالأنوثة وجذب انتباه الآخرين واهتمامهم، وليس ذلك فحسب بل كوسيلة للتعبير عن السعادة والرضا النفسي.

الرابط المختصر: