لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

دراسات تؤكد: المرأة تقضي 9 سنوات من عمرها في التسوق



تلفزيون الفجر الجديد- في حياتنا اليومية يتردد على مسامعنا شكوى دائمة بعدم القدرة على التحكم في المصاريف اليومية. فلا يكاد يخلو مجلس معين من هذه الشكوى سواء ونحن بالعمل أو وسط الأقارب والأصدقاء. الموضوع بكافة أبعاده كان محور نقاشنا هنا فتابعينا.

المال خادم مطيع ولكنه سيد متحكم عنيد. ولهذا السبب يجب أن نسعى جميعا إلى السيطرة عليه لا أن نتركه هو كي يتحكم بنا ونقع أسرى له. وهناك اتهام دائم للمرأة على وجه الخصوص بأنها مبذرة لأموالها تنفقها دون وعي وتسرف في شراء العديد من الأغراض التي لن تستخدمها من الأساس، ومهما كان دخلك جيدا لابد أن تراقبي إنفاقك اليومي بنوع من الحذر. وهناك دراسة أميركية تؤكد أن المرأة تقضي تقريبا ثماني سنوات ونصف من عمرها في التسوق. المشكلة هنا أن التسوق أصبح في عصرنا الحالي غاية في حد ذاته بعد أن خرج عن طبيعته كوسيلة نحصل بها على ما نحتاج من أغراضنا الحياتية.

فكما نقضي وقت الفراغ في مشاهدة التلفاز أو ممارسة الرياضة يذهب بعضنا للتسوق للقضاء على الملل وملء الفراغ حتى وإن كان لا يحتاج إلى ذلك. كما قلنا مسبقا الأمر هنا لايتعلق بالدخل الشهري للمرأة. ففي العديد من الدراسات النفسية وجد أن المرأة تدخل في نوبات من القلق والاكتئاب وكذلك الشعور بالذنب بعدما تلاحظ أنها أسرفت في الإنفاق. فإذا ما أضفنا إلى ذلك الخسائر المادية وإمكانية التعرض للأزمات المالية والحاجة إلى القروض لأدركنا أننا بالفعل أمام مشكلة تحتاج منا إلى وقفة مع النفس.

لماذا المرأة وليس الرجل؟!

بطبيعة الحال تسيطر العاطفة على المرأة في التفكير أكثر من الرجل، فمثلا عندما تشاهد نجمتها المفضلة مرتدية فستانا أنيقا للوهلة الأولى تفكر في اقتناء مثل هذا الفستان وربما تسارع في ارتداء ملابسها للخروج لشرائه إذا توافرت لديها الظروف أو تقوم بالشراء عن طريق الإنترنت. نفس الموقف إذا حدث مع الرجل فإنه يفكر جيدا في ميزانيته وربما يفكر أن لديه من الملابس ما يكفيه أو أن القميص المعروض مثلا لا يتناسب مع عمره، وربما لديه نفس الموديل أو نفس اللون.

إضافة إلى ما سبق فالمرأة تهتم بجمالها ومظهرها أكثر من الرجل. وهذا الأمر لايعيبها طالما كان الإنفاق في نطاق المعقول، لكن ما يحدث هو اللهث وراء كل ما هو جديد في عالم الموضة ومنتجات التجميل والعناية بالبشرة. وكأنها تعتقد أن مثل هذه الأغراض وحدها كفيلة بصنع النجومية وتحقيق التألق والتميز. ولهذا السبب فالمرأة تعتبر فريسة سهلة ومستهدفة من بيوت الأزياء وشركات الماكياج ومنتجات التجميل، فهي تحب التقليد وتجريب كل ما هو جديد بخلاف الرجل الذي يسعى إلى اقتناء ما يلزمه فحسب. الرجل كذلك يضع العمل والالتزامات الأسرية على رأس قائمة أولوياته.

وكذلك المرأة تهتم بمثل هذه الأمور ولكن في نطاق أقل، فيترك ذلك لديها متسعا من الوقت ربما تستغله في التسوق أو التنزه والاسترخاء أو تناول وجبة مفضلة في المطاعم، وشراء الهدايا سبب أخير يدفع المرأة دائما للإنفاق أكثر وهو شعورها الدائم بأنها مسؤولة من الآخرين.. سواء كان الأب أو الزوج الذي يتعين عليه الإنفاق على المتطلبات الخاصة بها. ومن ثم ترى أن ما تمتلكه من أموال يعتبر كما زائدا لها أن تسرف وتستمتع به.. ومهما أخفت المرأة هذه الحقيقة فإنها تشعر بها في داخلها. على النقيض من ذلك نجد أن لدى الرجل إحساسا دائما بالمسؤولية التي توجب عليه توخي الحذر قبل أن ينفق أي جزء من أمواله فهو لا يفكر في اللحظة الحالية فقط ولكنه يحسب ما يترتب على الإنفاق من عواقب. لأجل ذلك كله نجد أن الرجل بصفة عامة أقل إسرافا من المرأة.

تجربة حية عن إسراف المرأة

في تجربة ميدانية على أرض الواقع قام مجموعة من خبراء الاقتصاد بترقب وحساب النفقات السنوية للمرأة. وقد كشفت النتائج عن مجموعة من الحقائق المذهلة. حيث وجد أن النساء يشكلون نحو 70٪ من الإنفاق الاستهلاكي على مستوى الولايات المتحدة ونحو60٪ من هذا الإنفاق يتم حاليا عبر الإنترنت كما أن المرأة تقضي نحو ثماني سنوات ونصف من حياتها في التسوق فقط، وهي مدة كبيرة للغاية، كما أن المرأة الأميركية تنفق نحو1953 دولارا سنويا على مظهرها فقط في الوقت الذي تنفق نحو 1100 دولار سنويا على تناول الطعام خارج المنزل وهذا غيض من فيض مما أمدتنا به الدراسة. كما أن معظم الدول الأخرى لا تتوافر بها مثل هذه الدراسات ولكن الظاهرة واضحة للعيان ولاتحتاج إلى تأويل.

ابتعدي عن الإسراف تتحقق سعادتك

ليس هناك أدنى شك في أن الإسراف الزائد يؤدي إلى العديد من المشكلات التي تنال من سعادتك في الحياة. فهناك العديد من القصص اليومية التي نشاهدها بأعيننا لأناس تعرضوا لأزمات مادية مقيتة بسبب إهدار الأموال دون وجه حق. كما أننا نعايش زملاء في العمل أو أصدقاء وربما أحد الأقرباء الذين يقعون في براثن الديون بسبب افتقادهم إلى الحكمة في الإنفاق اليومي. وربما يكون دخلك المادي قويا وتعتقدين أنك بمنأى عن الوقوع في مثل هذه المآزق والمشكلات ولكن الفقر والديون والأزمات المادية ليست وحدها النتائج السلبية التي تنجم عن الإسراف، ففي كل مرة تقومين بشراء أشياء عديمة الفائدة سوف تقعين تحت تأثير القلق والضغوط النفسية وكذلك تأنيب الضمير وجلد الذات والإحساس بالذنب. وبالتالي تنتقص سعادتك في الحياة وبدلا من الاستمتاع بالأغراض التي قمت بشرائها تتجرعين مرارة سلوكك السيئ في الإنفاق. أضيفي إلى ما تقدم تأثيرك السلبي على من حولك، فمثلا إذا لم تتأثري ماديا فإن المحيطين بك ربما يقلدونك ومن ثم تكونين السبب في تعرضهم للمشاكل المالية. كما أنك بهذه الطريقة تعلمين أطفالك عادة سيئة تؤثر حتما على مستقبلهم. لأجل ذلك سوف نقوم بإهدائك هنا الطرق الصحيحة التي تمكنك من ترشيد الإنفاق والتحكم في مصروفاتك اليومية، فلا تتوقفي عن القراءة واستمري معنا.

الدفع الفوري

من أهم الأسباب التي تؤدي بنا إلى الإسراف استخدام بطاقات البنك في التسوق، فمن السهل عليك إخراج البطاقة للدفع على مدار اليوم وهنا لن تشعري بكمية الأموال المدفوعة. الأمر يختلف إذا قمت في كل مرة بعَدِّ الأموال والذي يعتبر بمثابة تنبيه للمخ بأن ما ننفقه كثير. استخدمي بطاقتك البنكية لمرة واحدة أسبوعيا. قومي بسحب ما يكفي على مدار الأسبوع واستعدي دائما للدفع الفوري.

قائمة احتياجات

فيما يخص عملية التسوق عليك تحديد احتياجاتك مسبقا وقبل الذهاب إلى السوق. لاتتركي الأمور رهنا للصدفة. وعند الدخول إلى السوق لا تتجولي بين الأقسام المختلفة، فقط عليك التوجه مباشرة إلى الأقسام التي تلبي احتياجاتك. لا تبهرك طريقة عرض البضاعة ولا الألوان الجذابة ولا الموديلات الجديدة والماركات الفاخرة فكلها خدع يفتعلها المنتجون كي يستحوذوا على أموالك، فكوني أنت أكثر ذكاء منهم ولا تقعي طواعية في الفخ. لابد أن تضعي في اعتبارك دائما أنك ذاهبة إلى السوق لشراء ما تحتاجين إليه، لا تخدعك العروض اليومية طالما أنك لست بحاجة إليها.

وقت الفراغ

لا يمكن أن يكون التسوق وسيلة لقضاء وقت الفراغ بأي حال من الأحوال، فإذا كانت القراءة وسيلة معبرة لملء أوقات الفراغ وإذا كانت الرياضة وسيلة مثلى تحقق لك جسما مثاليا، فحتى مشاهدة التلفاز تعود عليك بالفوائد العديدة، فما فائدة التسوق وشراء أغراض لن نستخدمها؟

احرصي على عدم الذهاب للتسوق وقت فراغك واستبدلي ذلك بهواية مفيدة أو تعلم مهارة أو لغة جديدة. كذلك لايجب التسوق عندما تكونين في عجلة من أمرك، ففي هذه الحالة لن يكون هناك تركيز وبالتالي فمن المتوقع شراء أشياء لا تحتاجين إليها. ولا ننصحك بالتسوق أيضا وقت الجوع لأنك حتما ستتوجهين إلى أقرب مطعم حتى وإن كان لديك طعام مجهز بالمنزل. في النهاية المعادلة بسيطة ولا تحتاج إلى جهد كبير بقدر الاحتياج إلى ضبط النفس فالأساس الذي يجب التسوق بناء عليه هل أنا بحاجة إلى هذا الشيء بالفعل؟ إذا كانت إجابتك بنعم فعليك بالشراء وإلا فابتعدي.

الرابط المختصر: