لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

رئيس الموساد السابق: سكوت بوتين على إسقاط الطائرة يؤكّد أنّه في معضلة صعبة



تلفزيون الفجر الجديد – وكالات: ما زلت إسرائيل الرسميّة تنتظر الردّ الروسيّ على قيام تنظيم داعش فرع سيناء، بإسقاط الطائرة المدنيّة الروسيّة، يوم السبت قبل الماضي في شبه جزيرة سيناء. وعلى الرغم من أنّ العديد من المسؤولين الأمريكيين نسبوا للمُخابرات الإسرائيليّة رصد المكالمات بين عناصر التنظيم بُعيد إسقاط الطائرة، الأمر الذي قطع الشكّ باليقين بأنّ إسقاط الطائرة كان عملاً إرهابيًا بامتياز، فإنّ صُنّاع القرار في تل أبيب يُواصلون التام الصمت المُطبق، خصوصًا وأنّ المعلومات السريّة التي جمعوها، لم تجد طريقها إلى روسيا، بل إلى الولايات المتحدّة الأمريكيّة والمملكة المُتحدّة.

علاوة على ذلك، لا يُخفى على أحدٍ، بأنّ الدولة العبريّة، على الرغم من توقيعها على اتفاقية سلام مع مصر، "تحتفي" بأنّ إسقاط الطائرة سبب ضربةً قاضيةً لفرع السياحة المصريّ، ذلك أنّ 3 ملايين روسيّ كانوا يزورون مصر سنويًا للاستجمام، الأمر الذي يزيد الضغوطات على النظام الحاكم في مصر بقيادة المُشير عبد الفتّاح السيسي، الذي يُشدّدّ أركان دولة الاحتلال على أنّ العلاقات بينه وبين إسرائيل تمرّ في شهر عسلٍ لم يسبق له مثيل منذ التوقيع على اتفاقية السلام، المعروفة بـ"كامب ديفيد" في العام 1979، وتحديدًا ف مجال التنسيق الأمنيّ، ولكن عندما حصلت تل أبيب على المعلومات التي تؤكّد على أنّ إسقاط الطائرة الروسيّة كان عملاً إرهابيًا آثرت الامتناع عن إبلاغ "الـ”حُلفاء" المصريين، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ التنسيق الأمنيّ، يعني بالنسبة لإسرائيل، المُحافظة على أمنها القوميّ، ومنع الإرهابيين، الذين يتخذّون من شبه جزيرة سيناء مقرًا لهم، من توجيه عملياتهم ضدّ الدولة العبريّة.

وكان خبير الطيران الإسرائيليّ أهارون لبيدوت، قد أكّد خلال تقرير تحليلي له بصحيفة "يسرائيل هايوم" حول كارثة الطائرة الروسية المنكوبة التي سقطت وسط سيناء، أنّه من المستحيل تمامًا استهدافها بصاروخ محمول كتفا الذي بحوزة بعض العناصر الإرهابية هناك. وأوضح الخبير الإسرائيليّ، أنّه من الصعب جدًا الاعتقاد أنّ الطائرة "ايرباص" من طراز "A-321 تمّ إسقاطها بصاروخ كتف، وهى تحلق على ارتفاع 10 كم، مؤكّدًا أن بيان تنظيم "داعش" حول إسقاطه للطائرة، ليس فيه أيّ أدلة، مرجحًا السبب وراء هذا البيان هو الغضب من مشاركة روسيا في الحرب ضد التنظيم في سوريّة. وقال لبيدوت، إنّه لإسقاط طائرة بهذا الحجم وعلى هذا الارتفاع الشاهق، يتطلب صاروخ متطور يطلق من قاعدة صواريخ ويتم توجيهه عبر شاشة رادار.

وأشار الخبير الإسرائيليّ، إلى أنّه برغم من ذلك فإنّ قائد الطائرة أبلغ قبل اختفائها من شاشة الرادار عن عطل في المحرك قبل تحطم الطائرة، وطلب الإذن لتغيير المسار والهبوط اضطراريًا بمطار العريش، على حدّ تعبيره. أمّا رئيس الموساد الأسبق (الاستخبارات الخارجيّة)، إفرايم هليفي، فقد تطرّق إلى الجانب السياسيّ وتبعاته وتداعياته على الرئيس الروسيّ، فلاديمير بوتن، وذلك في مقالٍ نشره اليوم الأربعاء في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة.

وبحسب هليفي، فإنّ الرئيس الروسيّ ما زال يُحافظ على الصمت المُطبق، ولم يُدلِ بأيّ تصريحٍ حول الردّ الروسيّ على هذه العملية الإرهابيّة. وبرأي هليفي، فإنّ بوتن، المعروف باتخاذه قرارات جريئة جدًا، ما زال يُفكّر في اتخاذ القرار الصائب، فمن ناحية، شدّدّ هليفي، إذا ردّ بوتن بقوّةٍ عسكريّةٍ كبيرةٍ، فإنّ من شأن ذلك أنْ يؤدّي إلى تصعيدٍ خطيرٍ في سوريّة، الأمر الذي سيؤدّي إلى فقدان العديد من الجنود الروس، ومن الناحية الأخرى، سيُواجه معارضةً كبيرةً لدى الرأي العام في بلاده. في المُقابل، أشار رئيس الموساد الإسرائيليّ الأسبق، إلى أنّ عدم الردّ العسكريّ من قبل بوتن سيُفقده هيبته وسُمعته في روسيا وفي العالم، على حدّ قول هليفي.
وشدّدّ رئيس الموساد السابق على أنّ بوتن لا يخشى من اتخاذ قرارات جريئة ومن المُخاطرة في القضايا العديدة، لافتًا إلى أنّ الرئيس الروسيّ ما كان يتمنّى على نفسه أنْ يُحشر في الزاوية، كما هو الآن بعد التأكّد من أنّ إسقاط الطائرة كان نتيجة عملاً إرهابيًا من قبل أعدائه اللدودين، أيْ تنظيم داعش، وبالتالي، أوضح هليفي، فإنّ تأخّر بوتن في الردّ، وهو أمرُ غير مناسب لشخصيته وخطواته، على العملية الإرهابيّة تؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان على أنّ هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها بالحسبان قبل الولوج في الردّ العسكريّ، على حدّ قوله.

ورأى هليفي أنّ الرئيس الروسيّ أُدخل إلى وضعٍ لم يكُن يحلم به، وعلاوة على ذلك فإنّه تفاجأ من العملية. ولفت رئيس الموساد الأسبق إلى أنّ بوتن ما زال في مرحلة "هضم" العملية، ولكنّه عندما سيتخّذ القرار بالردّ، سيُخرجه إلى حيّز التنفيذ. وخلُص إلى القول إنّ كارثة الطائرة كشفت عن أنّ روسيا مُعرضّة للضرب في مجالٍ لم تكُن تتوقّعه، وأنّ حلّ قضية من هذا القبيل، شدّدّ هليفي، ليس سهلاً بالمرّة، والتهديد الجاثم اليوم هو أنّ الإرهابيين يكتشفون نقاط ضعف أخرى تؤلم روسيا، على حدّ قول رئيس الموساد الإسرائيليّ الأسبق.

الرابط المختصر: